صرخة هبة تشبه معظم صرخات مرضى السرطان في لبنان، إلا أنها أكثر ألما في ظل نقص الأدوية وارتفاع ثمنها من جهة، ومن جهة ثانية بسبب عدم تمكنها من الوصول إلى بلدتها التي تتعرض يوميا للقصف الإسرائيلي.
هبة ذات الـ43 عاما هي أم لثلاث فتيات تخشى عليهن أكثر مما تخشى على أوجاعها، تحدثت عن معاناتها بحزن يلف صوتها المحاط بصوت القذائف وأزيز الطائرات الاستطلاعية التي تجوب سماء جنوب لبنان ليلا نهارا.
تقول لموقع سكاي نيوز عربية عشية مطلع العام 2024: “أصبت بمرض السرطان قبل عامين وبعد الأمل الذي واكبني خلال فترة العلاج بالشفاء، أشعر اليوم مجددا بالخوف يحيط به من كل صوب واليأس يرافقني مع كل صاروخ وقذيفة تسقط خلف نوافذ بيوتنا”.
- Advertisement -
وتضيف: “قصتي تشبه الكثير من قصص المرضى في بلدتي رميش وفي معظم القرى الحدودية المجاورة التي تحولت، للأسف، إلى منصات للحروب متخطية كل الأزمات الصعاب”.
وتتابع: “أحتاج للعلاج الدائم والخضوع إلى فحوصات مخبرية خاصة دوريا وكل 3 أشهر إلا أنني ومنذ بداية القصف، لم أتمكن من تأمين العلاج المطلوب”.
وتضيف: “لم يعد العلاج مؤمناً في القرى الحدودية بعد أن صارت قرى مواجهة، وكل علاجاتنا باتت غير متوفرة”.
وتتابع: “مرّ شهر أكتوبر دون إجراء الفحوصات اللازمة وكذلك نوفمبر واليوم ديسمبر، والآتي أصعب”.
- Advertisement -
تتابع عساف بحرقة: “بدأت أفقد الأمل بالعيش، فالوضع بات مأساويا وهاجسي الوحيد صار الخوف من المصير المجهول الذي ينتظرني والقلق على عدم الحصول على العلاج بعد أن فقد الدواء المخصص لمرضى السرطان في لبنان”.
تطالب هبة بوقف الحرب، علّ الصوت يصل وتوجه نداءها لجميع الأطراف لتقول: “نرتجف من صوت الصواريخ. سنموت خوفا وليس بمرض السرطان “.
تختم الأم الشابة حديثها لـ”سكاي نيوز عربية”: “من لم يمت منا بالقصف سيموت من الروائح التي يخلفها انفجار القذائف الفوسفورية التي كتمت أنفاسنا، مصيرنا مجهول هل سنبقى هنا أم سنرحل، وإذا رحلنا إلى أين المفر؟”.