وقالت القسّام، في بيان، إنها قصفت تل أبيب وضواحيها بوابل من الصواريخ من طراز “إم 90” M90 “ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”، ونشرت مقطعا مصوّرا لعملية إطلاق الصواريخ.
وبينما أظهرت مقاطع الفيديو تصفيقا وتكبيرات سُمعت من أهالي غزة، فور إطلاق الصواريخ، التي لها قدرات ومميّزات نوعية، دوت صافرات الإنذار في مدن تل أبيب، وريشون لتسيون واللد والرملة وبني براك ومستوطنة موديعين وسط الضّفة الغربية، أيضا بمدينة سديروت ومناطق أخرى في غلاف غزة، حسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.
فشل استخباراتي و”صواريخ رأس السنة”
- Advertisement -
وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الإسعاف الإسرائيلي أجرى عمليات مسح في المناطق التي سقطت بها الصواريخ؛ بحثا عن أي شظايا متناثرة، بينما قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن إسرائيل استقبلت السنة الجديدة بوابل من الصواريخ من قطاع غزة.
وأثارت الرشقة الجديدة سخرية وسائل الإعلام الإسرائيلي من حديث الجيش ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، عن نجاحه في خفض قدرة “حماس” الصاروخية بقطاع غزة إلى ما نسبته 80%، وإثر ذلك قرَّر سحب 5 ألوية جديدة من ميدان الحرب في غزة، وتمثّل رد الفعل الإسرائيلي كما يلي:
- المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، هيلل روزين، اعتبر أن صواريخ رأس السنة أثبتت غياب الاستخبارات وانعدام الاستهداف المسبق بعد 3 أشهر من بدء الحرب ورغم وُجود الجيش في كل مكان في القطاع.
- بوعز جولان بالقناة 14 الإسرائيلية سخر من حديث نتنياهو قائلا “قبل بضع ساعات أعلن الجيش الإسرائيلي أن قدرة الإطلاق من غزة انخفضت بشكل ملحوظ.. حان الوقت للتوقّف عن الاستهانة!”
ما قدرات صواريخ “المقادمة”؟
صواريخ “إم 90” لحماس، التي يُمكن تسميتها مجازا بصواريخ “رأس السنة”، بالنظر إلى توقيت إعلان إطلاقها، فهي من طراز “L-M 90″، ويطلق عليها صواريخ “المقادمة” نسبة للقيادي إبراهيم المقادمة، الذي اغتالته إسرائيل في مارس 2003، وهي محلية الصّنع، ومن أبرز قدراتها:
- Advertisement -
- أول صواريخ حماس بعيدة المدى.
- المدى: 90 كيلومترا.
- الوزن الحربي: 50 كيلوغراما.
- ضمن عائلتها: صواريخ “إم 75″ التي أطلقت عام 2012 و”إم 90” في عام 2022.
- الطول: 4 أمتار.
ما أبرز مميّزاتها؟
تحمل تلك الصواريخ رؤوسا متفجّرة، وهي ليست مثل صواريخ المقاومة السابقة والتي كانت صماء، مما يعني أن هذا الصاروخ سيكون أشد فتكا وقوة.
- يتم توجيهها عبر راجمات وآلات توجيه، وهي محدّدة الوجهة وليست عشوائية.
- تم تطويرها من خلال التكنولوجيا المحلية، دون الحاجة إلى الاعتماد على المساعدة الخارجية.
- تم إجراء اختبارات إطلاق ناجحة لهذا الصاروخ في عام 2022، قبل أن يتم استخدامه خلال الحرب الحالية.
“حماس” تودّع 2023 بنجاحات عدة
- Advertisement -
بخلاف الرشاقات الصاروخية في مطلع 2024، سجّل آخر يوم في عام 2023، بعض النجاحات لحركة حماس في محاور القتال المختلفة في غزة، حيث حققت بعض الأهداف وفق مقاطع فيديو نشرتها، إذ كان أبرزها:
- الاستيلاء على طائرة استطلاع إسرائيلية مسيّرة من طراز “سكاي لارك 2” أثناء قيامها بمهمة استخباراتية في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
- دك تجمع لآليات والجنود الإسرائيليين شرق بلدة خزاعة، جنوب قطاع غزة بقذائف الهاون.
- القضاء على قوة مشاة إسرائيلية متحصنة داخل مبنى في منطقة الشيخ عجلين بمدينة غزة، بقذيفة “TBG” المضادة للتحصينات.
- مقطع فيديو كشفت من خلاله تطوّر منظومة صواريخها، حيث ظهر نحو 19 صاروخا تستعملها “القسام” بخلاف عام التصنيع وكيف تطوّرت على مدى سنوات ومسمّياتها المختلفة التي تعود بالأساس إلى أسماء قادة القسّام.
دلائل ورسائل
يقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن قصف وسط وجنوب إسرائيل برشقات صاروخية ليلة رأس السنة، صفعة للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ورسالة من كتائب القسام للجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي هزم في غزة، وحديث نتنياهو عن تحجيم قدرات “حماس” الصاروخية “كاذب”.
كما أن هذا القصف، فيما أسماه “الساعة صفر”، وفق إيغور، بمثابة رسالة للشعب الفلسطيني، خاصة أهالي غزة، لرفع معنوياتهم بأن المقاومة قادرة على قصف إسرائيل ومناطقها وعليهم التمسّك بالصمود، وأن الجيش الإسرائيلي هزم في غزة رغم المآسي الإنسانية التي انتابت الفلسطينيين.
- الرشقات الصاروخية لها دلالة أمام العالم الخارجي بأن وسط احتفالاته بالعام الجديد، فهناك غزة تتعرّض لجرائم إبادة جماعية لا يمكن التغاضي عنها وعليه التحرّك لإيقافها.
- حماس اختارت التوقيت في ليلة رأس السنة، مثلما برعت في اختيار توقيت معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.
- للرد أيضا على حديث إسرائيل حول القضاء على 80% من القدرات الصاروخية للفصائل الفلسطينية وأخرى عن الفشل الإسرائيلي الأمني والاستخباراتي للمرة الثانية بعد 7 أكتوبر.
- رسالة أخرى من غزة إلى إسرائيل في إطار الضغوطات المتبادلة بين الجانبين ودليل على الفشل الإسرائيلي في الوصول إلى صواريخ المقاومة.