وفي تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أوضح أنه “لا يمكن اعتبار توقف القصف لبضع ساعات “إنسانياً” لأنه لا يسمح بإيصال كميات كبيرة من المساعدات الحيوية التي يحتاجها سكان القطاع بشدة. وكل دقيقة تمر في غزة دون وقف إطلاق النار تكلف المزيد من الأرواح البريئة”.
وبعد أكثر من شهر من القصف المتتالي والحصار، يقول كورتي إن “وقف إطلاق النار هو ضرورة ملحة ومطلقة لأن المدنيين والعاملين في المجال الصحي وأعضاء الجمعيات الدولية في خطر. هناك تفجيرات عشوائية تستهدف المدنيين. والحصار له تأثير كبير على الأطفال والنساء. المدنيون يعانون من العطش والجوع والخوف وغياب التطبيب”.
وبلغة الارقام، يؤكد أن “35 مستشفى توقفت عن العمل بسبب منع دخول الفيول وانقطاع التيار الكهربائي. حاليا تتم العمليات الطبية الصعبة بدون مخدر. لا يوجد هيدروجين وغرف الإنعاش معطلة وحتى الأمراض الكلاسيكية لا يمكن علاجها أو توفير الأدوية المناسبة لها. هناك مدنيون يعانون من أمراض المعدة والسكري مثلا لم يعد بالإمكان علاجهم. الأطباء حاليا يقدمون طب الحرب على مستوى منخفض”.
- Advertisement -
وأفادت العديد من المصادر، بما في ذلك مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة أطباء العالم مراراً وتكراراً أن الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت المستشفيات. فيما تستفيد المرافق الصحية من الحماية الخاصة بموجب القانون الإنساني الدولي ولا ينبغي أبدًا اعتبارها أهدافًا عسكرية.
ويشير في المقابل إلى استهداف منزل طبيب عضو في منظمة أطباء العالم لأكثر من سنتين، تلقى تكوينه في إنجلترا وعاد ليعمل داخل القطاع. ففقد حياته رفقة أفراد أسرته في قصف أعمى.
ويضيف، “60 بالمئة من العاملين مع منظمة الأمم المتحدة لقوا حتفهم. هذا لم يحصل أبدا في الحروب المعاصرة. ونعلم أنه إذا لم يتوقف القصف كليا سنفقد بدورنا المزيد من أعضائنا العشرين المتواجدين في عين المكان”.
ويتأسف كورتي إلى “تغييب القانون الدولي لأنه يهدف إلى حماية المدنيين وهو ما لم يحصل ، لقد تم استهداف مدارس ومستشفيات ومراكز صحة ومنع دخول المساعدات للمدنيين”.
- Advertisement -
وبالعودة إلى مؤتمر باريس، يقول “أتفهم أن هذا المؤتمر هو من أجل دراسة المساعدات التي يمكن تقديمها على المدى القريب والبعيد ولكن المشكل حاليا هو كيف يمكن إدخالها. المساعدات متوفرة وموجودة فعلا وفي انتظار الضوء الأخضر للمرور عبر معبر رفح . منذ حوالي أسبوعين، مصر إلى جانب العيد من الجمعيات والمنظمات الدولية وأخص بالذكر الهلال الأحمر المصري الذي كان مهنيا بشكل كبير، استطاعوا تنظيم شاحنات وهي الأن لا تستطيع الدخول لأن الصواريخ في كل مكان”. ويتابع، “لقد دخلت منذ 20 أكتوبر الماضي، ما بين500 و600 شاحنة مساعدات و لكنها للأسف لا تمثل حتى ثلث حاجة سكان القطاع والمساعدون لا يستطيعون توزيع المياه والأكل والأدوية بشكل آمن”.
وفي هذا الشأن يدعو نائب رئيس منظمة أطباء العالم إلى “تخيل الصورة الكارثية والفظيعة لهذا الوضع والظروف الصحية دراماتيكية في غزة. 2.2 مليون مدني محاصرون في 300 كلم مربع، تحت القصف يشربون مياه البحر سيئة التصفية. والأكيد أن الأطفال إذا لم يموتوا تحت الأنقاض سيموتون بسبب الإسهال الحاد الذي لن يستطيع الأطباء علاجه”.