ويُعرّف أخصائي طب المخ والأعصاب الشقيقة أشرف سليمان، الشقيقة، بأنها ألم أو إحساس نابض يقتصر على أحد جانبي الرأس يستمر لساعات أو أيام، ويصاحبه في بعض الحالات غثيان وقيء وحساسية مفرطة للضوء والصوت، ويمكن أن تزداد شدة الألم لدرجة تتعارض مع ممارسة أنشطتك اليومية.
ويعد الصداع النصفي ثاني أكثر الحالات إعاقة في جميع أنحاء العالم كونها تعيق الأشخاص عن ممارسة مهامهم اليومية بسبب الأعراض المؤلمة، وبحسب إحصائيات في الولايات المتحدة فإن أكثر من 40 مليون أميركي يعانون من الصداع النصفي.
وعلى الرغم من أن أسباب الصداع النصفي ليست مفهومة بالكامل، فإن الجينات والعوامل البيئية يبدو أنها تلعب دورًا، فالتغيرات في جذع الدماغ والتشابكات الخاصة به مع العصب ثلاثي التوائم قد تشترك في ذلك، لذلك فإن اختلال توازن كيماويات المخ بما في ذلك السيراتونين الذي يساعد على تنظيم الإحساس بالألم في الجهاز العصبي.
- Advertisement -
أعراض تحذيرية
ويوضح الطبيب سليمان: قد تحدث تغيرات طفيفة تنذر بالإصابة بنوبة صداع نصفي قادمة، تشمل:
- الإمساك.
- التغيرات المزاجية من الاكتئاب إلى الانتشاء.
- الرغبة الملحة في تناول الطعام.
- تيبّس الرقبة.
- كثرة التبول واحتباس السوائل في الجسم.
- كثرة التثاؤب.
- وقبل بدء نوبة الشقيقة تحدث بعض الاضرابات البصرية كرؤية أشكال متنوعة أو بقع ساطعة أو ومضات من الضوء.
- وتابع: “يبدأ كل عَرض بشكل تدريجي في العادة، ويزداد حدة على مدار عدة دقائق ويمكن أن يدوم لفترة تصل إلى 60 دقيقة، بعد ذلك يبدء الشعور بوخز كوخز الإبر والمسامير في الذراع أو الساق و ضعف أو خدَر في الوجه أو أحد جانبَيه وصعوبة التحدث، فيما يستمر الصداع النصفي عادة من 4 ساعات إلى 72 ساعة إذا لم يعالَج”.
وأضاف: “يختلف عدد مرات حدوث الصداع النصفي من شخص إلى آخر، وربما يحدث الصداع النصفي نادرًا أو قد يحدث عدة مرات في الشهر”.
محفِّزات الشقيقة
- Advertisement -
قد يشعر المريض بعد نوبةِ الصداعِ النصفي أنَّه مُستَنفذ، ومُرتبك وفاقد التركيز مُدَّة يوم، وقد تجلب حركة الدماغ المُفاجئة الألم مرة ثانية لفترةٍ وجيزة، فيما تشمل محفزات الشقيقة ما يلي:
- أولاً: التغيُّرات الهرمونية لدى النساء، فمن المحتمل أن تسبب التقلبات في هرمون الإستروجين، مثل قبل أو أثناء الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث، الصداع لكثير من النساء.
- ثانياً: يمكن للأدوية الهرمونية، مثل موانع الحمل الفموية، أن تزيد من تفاقم الصداع النصفي.
- ثالثاً: المشروبات، وتشمل هذه المشروبات الكحول والكثير من الكافيين مثل القهوة.
- رابعاً: التوتر يمكن أن يسبِّب الإجهاد في العمل أو المنزل الصداع النصفي.
- خامساً: المحفزات الحسية، حيث يمكن للأضواء الساطعة أو الوامضة والأصوات العالية أن تحفز الصداع النصفي، كما تسبب الروائح القوية مثل العطور ومرقق الطلاء والتدخين السلبي وغيرها الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.
- سادساً: تقلبات النوم، يمكن أن تؤدي قلة النوم أو الإفراط فيه إلى الإصابة بالصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.
- سابعاً: الإجهاد البدني قد يُسبب المجهود البدني الشديد بما في ذلك النشاط الجنسي، الإصابة بالصداع النصفي.
- ثامناً: تغيُّرات المناخ كتغيير الطقس أو الضغط الجوي يمكن أن يسبِّب الصداع النصفي.
- تاسعاً: الأدوية كوسائل منع الحمل عن طريق الفم وموسِّعات الأوعية، مثل النتروغليسرين، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصداع النصفي.
- عاشراً: الأطعمة، فقد تؤدي الأجبان القديمة والأطعمة المالحة والأطعمة المعالجة إلى حدوث صداع نصفي، وكذلك تفويت وجبات الطعام، أيضاً مُنكهات الغذاء وتشمل محليات الأسبارتام والغلوتامات أحادية الصوديوم الموجودة في الكثير من الأطعمة.
ويوضح سليمان أن الأدوية المساعدة قد تقي من الإصابة ببعض أنواع الصداع النصفي وتجعلها أقل ألما، وقد يكون الجمع بين الأدوية المناسبة وعلاجات الرعاية الذاتية وتغييرات نمط الحياة من الوسائل المساعدة في العلاج، فيما يدرس الباحثون دور السيراتونين في علاج الصداع النصفي، حيث تلعب ناقلات الإشارات العصبية الأخرى دورًا في ألم الصداع النصفي.
حقن البوتوكس والشقيقة
- Advertisement -
ويلفت سليمان إلى أن البوتوكس يعد علاجا مألوفا جدا للحد من الصداع النصفي فهو لا يقتصر على إخفاء الخطوط والتجاعيد التي تظهر على الوجه، ويعتبر إحدى طرق علاج الصداع النصفي، حيث يمكن أن تسبب هذه المادة استرخاء عضلات الرأس أو الوجه”.
وأضاف: “في الغالب يمكن معرفة ما إذا كانت حقن البوتوكس مناسبة لعلاج الصداع النصفي لدى المريض في زيارته الأولى لطبيب الأعصاب، حيث يتم تقديم استشارة عصبية متكاملة للمريض، ومناقشته حول ما اذا كان خيار العلاج بالبوتوكس مناسبا له”.
متى تزور الطبيب؟
غالبًا لا يمكن تشخيص الصداع النصفي وعلاجه، إذا كنت تعاني من مؤشرات الصداع النصفي وأعراضه بشكل مُنتظم، لذلك يجب أن يحتفظ المريض بسجل للنوبات التي تعرض لها وكيف تخطاها، بعد ذلك يجب تحديد موعدًا طبيًا مع الطبيب لمناقشته في نوبات الصداع التي تصيبه لوضع خطة مناسبة للعلاج.