ودمرت غارة إسرائيلية على العاصمة السورية دمشق، يوم السبت، مبنى يستخدمه الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل اللواء يوسف أميد زاده مسؤول الاستخبارات في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأحد نوابه، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية سورية ومنفذ إعلامي إيراني.
وقال الم العالم نيوزالسوري لحقوق الإنسان إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الهجوم الصاروخي الذي وقع عندما كان مسؤولون من الجماعات المدعومة من إيران يعقدون اجتماعا.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن “العدوان الإسرائيلي” استهدف مبنى سكنيا في حي المزة شديد التحصين غرب دمشق، والذي يضم العديد من البعثات الدبلوماسية.
- Advertisement -
وقال مسؤول مطلع على الوضع لوكالة أسوشيتد برس إن المبنى كان يستخدمه مسؤولون من الحرس الثوري، مضيفا أن “الصواريخ الإسرائيلية” دمرت المبنى بالكامل، وأن 10 أشخاص إما قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.
وانتشرت قوات الأمن حول المبنى المدمر المكون من أربعة طوابق، فيما شوهدت سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء في المنطقة. ويجري البحث عن الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض. كما تحطمت النوافذ في المباني المجاورة.
قال بقال بالقرب من مكان الضربة إنه سمع خمس انفجارات متتالية حوالي الساعة العاشرة و15 دقيقة صباحا، مضيفا أنه شهد لاحقا نقل جثتي رجل وامرأة، فضلا عن ثلاثة جرحى.
وأضاف الرجل، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، للأسوشيتدبرس أن “المتجر اهتز. وبقيت في الداخل لبضع ثوان ثم خرجت فرأيت الدخان يتصاعد من خلف المسجد”.
- Advertisement -
وجاءت الضربة وسط تصاعد التوترات في المنطقة في الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل قدما في هجومها على غزة.
وأدى الهجوم الإسرائيلي هناك، وهو أحد أكثر الحملات العسكرية فتكا وتدميرا في التاريخ الحديث، إلى مقتل ما يقرب من 25 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في غزة، كما تسبب في دمار واسع النطاق ونزوح أكثر من 80 بالمائة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.
وشنت إسرائيل حملتها بعد هجوم غير مسبوق عبر الحدود قامت به حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 خرين كرهائن. وتعتقد إسرائيل أن ما يقرب من 130 رهينة ما زالوا أسرى لدى حماس.
- Advertisement -
وأثارت الحرب التوترات في جميع أنحاء المنطقة، ما يهدد بإشعال صراعات أخرى.
الشهر الماضي، أدت غارة جوية إسرائيلية على إحدى ضواحي دمشق إلى مقتل الجنرال الإيراني السيد راضي موسوي، وهو مستشار منذ فترة طويلة للحرس الثوري الإيراني في سوريا.
كما استهدفت إسرائيل نشطاء فلسطينيين ولبنانيين في سوريا خلال السنوات الماضية.
ولطالما اعترف المسؤولون الإيرانيون والسوريون بأن لدى إيران مستشارين وخبراء عسكريين في سوريا، لكنهم نفوا وجود أي قوات برية.
وشارك لاف المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الصراع السوري الذي بدأ في مارس 2011، ما ساعد على قلب ميزان القوى لصالح الرئيس بشار الأسد.
ونفذت إسرائيل مئات الغارات على أهداف داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا التي مزقتها الحرب في السنوات الأخيرة.
ونادرا ما تعترف إسرائيل بعملياتها في سوريا، لكنها قالت إنها تستهدف قواعد الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، مثل حزب الله اللبناني، الذي أرسل لاف المقاتلين لدعم قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدت غارة قيل إن إسرائيل نفذتها إلى مقتل القيادي البارز في حماس صالح العاروري في بيروت.
وخلال الأسابيع الماضية، تم إطلاق صواريخ من سوريا على شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، بالإضافة إلى التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية والهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.