ارتفعت الأسواق الآسيوية لليوم الرابع على التوالي، في تناقض واضح مع الأسهم الأمريكية التي استمرت بالتراجع.
الأسهم اليابانية والكورية صعدت، بينما تراجعت الصينية، وتقلبت أسواق هونج كونج، كما شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ارتفاعا بعد التراجع الحاد في المؤشرات الرئيسية أمس الثلاثاء. ووفقا لمسح حديث أجراه “بنك أوف أمريكا”، قام المستثمرون بتقليص حيازاتهم من الأسهم الأمريكية بأعلى وتيرة مسجلة، في حين ارتفعت مستويات حيازة النقد بشكل ملحوظ.
سيطرة عدة اليقين
لا تزال حالة عدم اليقين تحيط بالسياسات الاقتصادية للرئيس دونالد ترمب، خاصة في ما يتعلق بالتجارة والتعريفات الجمركية، ما أثار مخاوف من ركود اقتصادي. وينتظر المتداولون بفارغ الصبر قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم الأربعاء، على أمل الحصول على مؤشرات أوضح حول السياسة النقدية.
- Advertisement -
في الوقت الذي تراجع فيه أداء الأسواق الأمريكية، شهدت الأسواق في الصين واليابان ارتفاعات ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، حيث يسعى المستثمرون إلى فرص استثمارية بديلة، ومن المتوقع أن يعلن بنك اليابان قراره بشأن السياسة النقدية، حيث يُرجح أن يبقي سعر الفائدة دون تغيير.
كبير المحللين في “كيه سي إم تريد” تيم ووتر قال “عدم وجود أخبار جديدة يعني أخبارا جيدة بالنسبة للمتداولين عندما يتعلق الأمر بالتعريفات الجمركية، ومع ذلك لا تزال هناك بعض المخاوف بشأن كيفية تأثير التعريفات المتبادلة المقبلة في المصدرين في آسيا”.
على صعيد الأسواق المالية الأخرى، ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، كما سجل الدولار ارتفاعا مقابل معظم عملات مجموعة العشر، بينما انخفض الين لليوم الرابع، وسط ترقب قرار بنك اليابان بشأن الفائدة.
التضخم في اليابان
على الرغم من أنه يتوقع أن يبقي بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة دون تغيير بعد الزيادة التي حدثت في يناير، فإن المحافظ كازو أويدا “قد يبدأ في إعداد الأسواق للزيادة القادمة التي نتوقعها في أول مايو”، وفقا لتارو كيمورا من “بلومبرغ”، وتحتاج الأجور في اليابان للارتفاع 3% على الأقل العامين المقبلين لتحقيق هدف التضخم المستدام، وفقا لـ “جولدمان ساكس”.
- Advertisement -
من جهة أخرى، ارتفعت صادرات اليابان بوتيرة أسرع، حيث زادت الشركات من طلباتها استعداداً لفرض رسوم جمركية أعلى في أمريكا، وفي مكان آخر في آسيا، كان متوقعاً قيام البنوك الصينية بخفض أسعار الفائدة على القروض الاستهلاكية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بينما يعزز صانعو السياسات التحفيز لاستقرار النمو.
تسعى بكين إلى تحفيز الإنفاق الاستهلاكي وزيادة الطلب المحلي لجعل الاقتصاد أقل اعتماداً على التجارة والصادرات. كما سيراقب المستثمرون الاضطرابات السوقية في إندونيسيا، حيث أدت موجة بيع جماعي إلى تعطل التداولات في يوم الثلاثاء.
ارتفعت أسهم شركة “شاومي” في هونج كونج لليوم الخامس على التوالي بعد أن أعلنت عن أسرع نمو في الإيرادات منذ 2021 بفضل السيارات الكهربائية، بينما تراجعت أسهم “إكس بينج” بعد أن جاءت تقديراتها لحجم المبيعات أقل من توقعات بعض المحللين، ويتوقع أن الإعلان عن الأرباح من قبل شركات مثل “تينسينت هولدينجز” و”أنتا سبورتس برودكتس” و”مايوان فودز”.
- Advertisement -
في سوق السلع، تراجعت أسعار النفط بسبب ضعف السوق العام والمخاوف بشأن فائض عالمي من النفط الخام، ما طغى على التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط. في حين تراجع سعر الذهب عن أعلى مستوى له على الإطلاق الذي تجاوز 3030 دولاراً للأونصة.
ترقب لقرار “الفيدرالي”
من المتوقع أن يدفع مخطط النقاط بنك الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة، وقد يقدم الرسم البياني الفصلي رؤى إضافية للمستثمرين حول التوقعات الاقتصادية، كما سيركز المتداولون على مؤتمر صحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث سيوازن بين نقل رؤيته الحالية للاقتصاد، وتقييم التأثير المحتمل لسياسة ترمب التجارية.
كبير محللي السوق في “كابيتال دوت كوم” كايل رودا قال: “وسط تدهور الخلفية الاقتصادية بسبب الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري العام، تبحث السوق عن دعم باول التقليدي، والذي يأمل أن يتم التعبير عنه من خلال توجيه متشائم وتخفيض الرسم البياني للنقاط في التحديث المرتقب لملخص التوقعات الاقتصادية”.
تصاعدت الأنباء بشأن إمكانية الحصول على دعم من الفيدرالي بعد البيع السريع للأسهم، لكن ربما سيشعر أي شخص يتوقع بعض الطمأنينة، في اجتماع مارس، بخيبة أمل، وفقا لأنا وونغ من “بلومبرغ”.
طغت الشكوك حول التوترات الجيوسياسية، وقرار الفيدرالي بشأن الفائدة، على بيانات إنتاج المصانع التي جاءت أفضل من المتوقع، ما خفف من القلق بشأن ضعف قطاع التصنيع، كما أظهرت بيانات أخرى تم إصدارها يوم الثلاثاء انتعاشاً في بناء المنازل في الولايات المتحدة.
تحركات المؤشرات الأمريكية
تظهر مخاوف المتداولين عبر تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 1.1% أمس الثلاثاء، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنحو 1.7%، وتراجعت أسهم “إنفيديا” 3.4% رغم إعلانها عن خطط لتوسيع هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي باستخدام الروبوتات وأنظمة الحواسيب، وهبطت أسهم “تسلا” 5.3%، وأصبحت “ميتا” آخر الشركات في مجموعة “العظماء السبعة” التي تفقد مكاسبها من بداية العام.
يتوقع متداولو الخيارات حركة 1.2% في “إس آند بي 500” في أي من الاتجاهين اليوم الأربعاء، مقارنة بمتوسط 0.8% في أيام اجتماعات الفيدرالي العام الماضي، وفقا لبيانات ستيوارت كايسر رئيس إستراتيجية تداول الأسهم الأمريكية في “سيتي جروب”، وقال إستراتيجيون “بيسبوك إنفستمنت” : تاريخيا كانت أيام الاجتماعات الفيدرالية التي تركت فيها الفائدة دون تغيير تشهد عادة مكاسب قوية.