لكن الحال اختلف برمته الآن، إذ نزحت مايسة مع آلاف آخرين من مناطق شمال غزة إلى جنوبها، لتسكن مدرسة للإيواء بمدينة خانيونس، وباتت مضطرة لطهي طعامها بطرق بدائية، الأمر الذي يكشف واقع الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع من جراء شح الوقود وانقطاع الكهرباء.
ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تمنع إسرائيل دخول أي شحنات وقود للقطاع، لكنها سمحت قبل يومين بإدخال عدة آلاف من اللترات لصالح وكالة “الأونروا”، وكذلك شركة الاتصالات الفلسطينية.
لكن احتياجات القطاع الإنسانية تفوق ما تسمح به السلطات الإسرائيلية، التي وافقت على دخول 140 ألف ليتر من الوقود فقط كل يومين إلى غزة بعد طلب من واشنطن.
- Advertisement -
وتقول مايسة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أصبحا الآن نصنع الخبز عبر موقد يتم إعداده من الطوب، أعلاه صفيحة حديدية رقيقة سرعان ما تمتد إليها النار، قبل أن يوضع عليها رغيف الخبز في صورته الأولى، وما هي إلا دقائق حتى يخرج خبزا جيدا”.
توضح السيدة الفلسطينية أن أغلب المخابز في غزة تضررت خلال الأيام الأخيرة على وجه التحديد، في ظل شح الديزل اللازم لتشغيلها، وبالتالي توقفت عن العمل في مناطق عديدة.
لكن رغم ذلك، لفتت إلى أن الحصول على الحطب اللازم لإشعال النار في الموقد البدائي ليس أمرا سهلا، حيث ينشغل بعض الرجال ظهر كل يوم بالبحث عنه، في ظل المخاوف من العمليات العسكرية المستمرة لليوم الـ44 على التوالي.
تحذير عالمي
- Advertisement -
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليون شخص يعانون من الجوع في غزة مع نفاد إمدادات الغذاء والمياه، حيث دمرت الغارات الإسرائيلية والقصف المخابز في جميع أنحاء القطاع، في حين أن العديد من المخابز المتبقية غير قادرة على العمل بسبب نقص الوقود والدقيق.
وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن كافة المخابز في قطاع غزة توقفت عن العمل لأنه لا يوجد أي وقود لتشغيلها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد البرنامج إغلاق المخبز الأخير الذي يعمل بالشراكة معه بسبب نقص الوقود، مما تسبب في توقف إنتاج الخبز في 130 مخبزا داخل القطاع.
- Advertisement -
وأضافت عطيفة أن “أزمة المخابز مزدوجة، فجزء منها تم استهدافه جراء القصف الإسرائيلي، والمخابز التي نجت من القصف توقفت حيث لا توجد وفرة من الوقود لإمدادها بها، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يعود لإنتاج الخبز”.