وأثارت استقالة شيلين تساؤلات واسعة بشأن مدى تآكل الدعم الأميركي إلى إسرائيل مع دخول الحرب في غزة يومها الـ 180، خاصة أنها ليست الأولى داخل الخارجية الأميركية، إذ سبقها في أكتوبر الماضي، جوش بول، الذي كان مديرا للشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بالوزارة.
وفي يناير الفائت، استقال مستشار السياسات الفلسطيني الأميركي في مكتب التخطيط والتقييم وتطوير السياسات التابع لوزارة التعليم، طارق حبش، من منصبه، مرجعًا ذلك نتيجة لسياسات إدارة بايدن تجاه الحرب.
وتعد تلك الاستقالات العلنية داخل الخارجية الأميركية إجراءً نادر الحدوث والذي يأتي للتعبير عن “الانزعاج الداخلي” من السياسات الراهنة تجاه الموقف في الشرق الأوسط، حسبما وصفته صحيفة “واشنطن بوست”.
- Advertisement -
وتقدمت شيلين باستقالتها رسمياً نهاية مارس الماضي، موضحة في مقال لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أنها لم تكن تخطط في البداية للاستقالة العلنية ولكن شجعها زملاؤها السابقون على التحدث علنًا.
“لم أعد أتحمل”
وحددت المسؤولة المُستقيلة من الخارجية الأميركية لـ”سكاي نيوز عربية”، الأسباب التي تقف وراء قرارها في عدد من النقاط، قائلة:
- استقلت لأنني لم أعد اتحمل ولم أعد قادرة على القيام بعملي في الدفاع عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، بسبب دعم إدارة بايدن للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة وحصارها.
- كما إنني استقلت لأنني لم أعد أرغب في العمل بإدارة تنتهك القانون الأميركي بشكل علني، بما في ذلك قانون “ليهي”، والمادة “620 إل” من قانون المساعدات الخارجية، والتي بموجبها جعلت الحكومة الإسرائيلية غير مؤهلة لتلقي المساعدة العسكرية الأميركية. (وتحظر تلك المواد على الحكومة الأميركية تقديم مساعدات لقوات أو وحدات أمن أجنبية، حال وجود معلومات موثوقة تشير إلى تورط تلك الوحدات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان).
- لقد تواصل مع الزملاء السابقون من وزارة الخارجية لدعمي في القرار، على الرغم من اعتقادي أن هناك العديد ممن لا يؤيدون قراري بالاستقالة علناً، لكنني مع ذلك فوجئت بمدى الدعم الشعبي لقراري، وأعتقد أن هذا يشير إلى تحول في طريقة تفكير الأميركيين بشأن إسرائيل وفلسطين.
- أتمنى أن يدفع هذا القرار الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في موقفها السياسي.
- Advertisement -
خوف من التصعيد
وأبدت شيلين قلقها الواسع من زيادة رقعة التصعيد في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، على وقع استمرار الحرب، واتساع دائرة العنف في عدد من البلدان المجاورة.
وعملت شيلين سابقًا في معهد كوينسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن يدعو إلى ضبط النفس العسكري في السياسة الخارجية الأميركية، قبل أن تعمل لمدة عام بالمكتب المكرّس لتعزيز حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.
- Advertisement -
وقالت المسؤولة المستقيلة من الخارجية الأميركية: “أخشى أنه من خلال تصعيد الصراع ليشمل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، فإن إسرائيل تخاطر بإشعال حرب على مستوى المنطقة، وأن الولايات المتحدة سوف تنجر لدعم إسرائيل”.
وأضافت: “لقد سئم الأميركيون من الحروب في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه من خلال عدم استخدام نفوذها لكبح جماح العدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان والآن سوريا، فإن الإدارة لا تخاطر فقط بمغامرة سياسية كبيرة، ولكنها تخاطر بحياة الجنود الأميركيين”.
واعتبرت شيلين أن دعم إدارة بايدن الواسع لإسرائيل “يُدمر السمعة الأخلاقية للولايات المتحدة”.