في المقابل، يعرض محللان سياسيان لموقع “سكاي نيوز عربية” توقّعاتهما لإمكانية نجاح هذه المطالب في رأب الصدع بين الجانبين، أو أن صفحة نتنياهو “أغلقتها” واشنطن وتبحث عن بديلٍ قبل أن “تفقد السيطرة” على المنطقة، وتستغل ذلك روسيا والصين.
ووسط هذا، يواجِه رئيس الوزراء ضغوطا داخلية أشد، وهي خروج مظاهرات تطالبه بالاستقالة، وتشكّك في قدراته الذهنية.
الشروط الأميركية
- Advertisement -
في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت”، السبت، بعنوان “مَن يتوق لإلقاء اللوم على نتنياهو في الخلاف مع الولايات المتحدة؟” جاء أن الخلاف ليس خلافا بين بلدين، لكنه بين نتنياهو وأميركا التي ترفض خروجه عن الخطوط التي ترسمها للحرب، كما أنها حدّدت شروطا لإزالة التوتر بينهما.
من هذه الشروط، حسب المقالة ذاتها:
- دخول المزيد من شاحنات المساعدات وإمدادات المياه إلى قطاع غزة، ومِن ذلك ما يخص إنشاء رصيف بحري لنقل المساعدات، وفتح ميناء أشدود لدخول الدقيق، وفتح معبر كرم أبو سالم والمعابر الأخرى.
- قبول عودة العمّال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل.
- إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
- وقف إطلاق النار.
- فرض عقوبات على المستوطنين (الذين يقومون باعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم).
- القبول بإقامة الدولة الفلسطينية.
وقد تُثار هذه المطالب مجدّدا في محادثات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في واشنطن، والتي نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية أنها قد تنعقد الإثنين، لمناقشة العملية العسكرية البرية التي يعتزم نتنياهو شنّها على مدينة رفح الفلسطينية.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي ألغى سفر الوفد الإسرائيلي للمحادثات الأسبوع الماضي؛ تعبيرا عن غضبه من عدم استخدام واشنطن حق النقض “الفيتو” ضد قرار في مجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في حرب غزة.
القلق من فقد السيطرة
- Advertisement -
يربط المحلل السياسي الأميركي، جواد الشامي، بين هذه المطالب الأميركية وبين ما يراها “مخاوف” لدى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من تصعيد قادم في المنطقة لم تشهده منذ عقود “ستفقد خلاله أميركا سيطرتها الدبلوماسية في المنطقة”.
وإذا تم فقد الثقة في أميركا “فإن روسيا والصين قد تضعان قدما لهما في المنطقة، وبقوة”، وفق توقّع الشامي الذي يشير أيضا إلى القلق الأميركي من انعكاس حرب غزة وتداعياتها، إن استمرّت، على فرص بايدن في انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل.
على أساس ما سبق، يقول الخبير في العلاقات الدولية، جاسم مطر، إن الولايات المتحدة “أغلقت صفحة نتنياهو”، وإنه “لن يكون له مستقبل سياسي بسبب معارضته لواشنطن”.
- Advertisement -
لكن مطر استبعد أن تتم الإطاحة بنتنياهو، ويتوقّع أن تُدار الأمور بممارسة ضغوط عليه، ومنها هذه المطالب التي وضعتها أميركا “لإيقاف صراع نهايته غير مرئية”.
“فقد القدرة الذهنية”
بجانب الضغوط الخارجية، يواجه نتنياهو ضغوطا أشد في الداخل، يقوم بها سياسيون ومتظاهرون، وصلت لحد مطالبته بالتنحّي، والتشكيك في قدراته الذهنية وقدرته على القيادة.
والسبت، خرج آلاف الإسرائيليين في تل أبيب وقيساريا وكركور وكفار سابا ورعنانا وبئر سبع والقدس، مطالبين بانتخابات مبكّرة لتغيير نتنياهو، وعودة الرهائن الذين اختطفتهم “حماس” خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وفي مسيرة تل أبيب بشارع كابلان، التي شارك فيها مختطفون تم تحريرهم في هدنة نوفمبر الماضي، دعا متظاهرون نتنياهو للتنحي، وطالبه الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، اللواء السابق في الاحتياط عاموس مالكا، بالاستقالة كذلك قائلا: “هو يخوض حربه الشخصية من أجل الاحتفاظ بكرسيه، ويدمّر في طريقه كل القيم الممكنة، ويزيد المخاطر على إسرائيل”.
وحسب ما نقله موقع قناة “I24News” الذي يبث من إسرائيل، مساء السبت، يرى مالكا أن “تقييمات نتنياهو الهدامة تستوجب إعلان عزله؛ بسبب افتقاده القدرة الذهنية والقيادية”.
ويتابع: “هو خطر فوري وملموس وواضح، ولا يتحمّل مسؤولية 7 أكتوبر، ويضعها فقط على عاتق الجيش الإسرائيلي والشاباك. آلة السم التي يستخدمها نتنياهو تعمل ساعات إضافية. هو ليس منشغلا بالمختطفين ولا بـ”اليوم التالي”، ولا بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، بل على العكس، هو يؤجّج ويسبب الأزمات. الحكومة تضحّي بالمختطفين وتضع إسرائيل في عزلة وتقوّي حماس”.
تطوّرات المفاوضات
أذاع موقع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “مكان” خبرا، قد يمثّل انفراجة محتملة في المفاوضات المتعثرة، وهو أن تل أبيب وافقت على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل جثَّتي جنديين قتلتهما “حماس” في عملية “الجرف الصامد” عام 2014.
وحسب ما نقله الموقع عن 3 مصادر مشاركة في المفاوضات، فإنّ الجنود هم: هدار جولدن، وأورون شاؤول، لكن الحركة لم تسلم ردها بعد.
ومقرّر أن تنعقد محادثات بين المخابرات المصرية ووفد إسرائيلي، يتكوَّن من ممثلين عن الشاباك والجيش الإسرائيلي والموساد في القاهرة، الأحد، بشأن صفقة إطلاق سراح المختطفين في غزة، حسب مصادر مصرية وإسرائيلية.
وتمسّكت إسرائيل في المفاوضات السابقة بالبقاء في قطاع غزة، والقضاء عسكريا على “حماس” بشكل تام، وإطلاق سراح كل المختطفين، في المقابل تتمسّك “حماس” بالانسحاب الإسرائيلي التام من القطاع، وإنهاء الحرب، وأن يكون له دور في حكم غزة بعد الحرب.