وينحدر الرئيس السنغالي الجديد”44 سنة”من مدينة امبور الواقعة في غرب البلاد. وكان أصغر المرشحين الذين بلغ عددهم 19 مرشحا في السن.
ويعد بسيرو فاي أول رئيس سنغالي يدخل القصر بزوجتين، رغم انتشار ظاهرة التعدد في السنغال إلى درجة أنها تعطي الرجل في تقاليد البلد الإفريقي وجاهة اجتماعية.
أيتهما ستحمل اللقب؟
- Advertisement -
وتقاطرت التدوينات على منصات التواصل بالسؤال والتي تحمل في بعض منها نوعا من السخرية، فيما رأى البعض الآخر إنه يعد نجاحا ثاني يضاف إلى نجاح بسيرو فاي في الانتخابات.
وسألت سيندي كراني عبر حسابها على مصنة “إكس”: “لقد تم تحطيم الرقم القياسي لرئيس السنغال المنتخب لديه زوجتان.. السؤال هو من ستكون السيدة الأولى؟”.
وعلق الدكتور بينكينج: “نجاح مزدوج.. رئيس السنغال المنتخب مع زوجتيه الجميلتين. يا شباب تعدد الزوجات هو المفتاح. وراء كل رجل ناجح، هناك امرأة. الآن تخيل زوجتين”.
وأظهرت النتائج فوز بسرو فاي باكثر من خمسين في المئة من أصوات الناخبين، واعترف منافسه الرئيسي بالهزيمة.
تقليد إفريقي
- Advertisement -
تقول الناشطة الاجتماعية السنغالية، ناتالي يامب، إن وظيفة السيدة الأولى غير موجودة في الدستور أو في أي نص سنغالي آخر، ليس هناك سيدة أولى أو ثانية أو غيرهن، وبموجب القانون فإنهن مواطنات عاديات، ولذلك فإن مصطلح “السيدة الأولى” يعد تسمية خاطئة شائعة جدًا، ليس فقط في أفريقيا، ولكن في كل مكان في العالم تقريبًا.
وتضيف يامب، لموقع “سكاي نيوز عربية”، “على حد علمي، فإن الولايات المتحدة والأنظمة الملكية فقط هي التي قدمت وضع السيدة الأولى/الرجل المحترم الأول (وكذلك الملكة/الملك القرين، وما إلى ذلك) في نصوصها، علاوة على ذلك، لن يكون باسيرو أول ولا آخر رئيس دولة لديه زوجتان رسميتان أو أكثر، فهناك بارو وزوما وأوليغوي نغويما جميعهم ملتزمون بتعدد الزوجات، وكان والد موبوتو وإدرريس ديبي كذلك”.
وتشير إلى أن “لم يشكل أي مشكلة على مستوى البروتوكول، وسيتم وصف الزوجة التي ترافقه بـ “السيدة الأولى”، وإذا كان برفقة كليهما، فستكون “السيدات الأوائل”.
- Advertisement -
ثقافة إفريقية
ويتفق معها الباحث في العلوم السياسية إدريس آيات، بقوله “ليس هناك مهامٌ خاصة موكلة إلى زوجة الرئيس، ولا راتبٌ مخصص لها استنادًا لهذا الدور، وإذا تولت إدارة جمعية خيرية أو مؤسسة، فتُمنح راتباً كأي موظفة أخرى تخدم الوطن، ومع ذلك، في تقاليد الإمبراطوريات الإفريقية كانت تعطي اعتباراً خاصاً للزوجة الأولى، ومعاملتها كأم للرعية، ولأبنائها وأبناء الأمة جمعاء، معتبرين كل نساء الإمبراطورية سيدات على قدم المساواة”.
ويضيف “تُعد زوجتا الرئيس مواطنتان مثل سائر النساء، تُعينان زوجهما في تحمل أعباء المسؤولية، كما تعين أي زوجة في البلاد زوجها في تحمّل مسؤولية/ أو مسؤوليات الأسر، مشيرا إلى أن “ثقافة التعدد في إفريقيًا هي ثقافة راسخة، مستقلة عن الديانات، تعود لعصور موغلة في القدم، والرئيس السنغالي الجديد، ديوماي فاي، ليس بدعاً في هذا السياق؛ فقد سبقه رؤساء كمحمد إيسوفو من النيجر، وإدريس ديبي من تشاد، وكذلك الرئيس الغامبي بارو، وجاكوب زوما من جنوب إفريقيا، موبوتو من الكونغو وغيرهم، ممن اتخذوا أكثر من زوجة بشكل رسمي، وهذه الثقافة لم تثر قط مشاكل بروتوكولية”.
ويرى آيات، أنه بخصوص الحاجة لتحديد “السيدة الأولى” من باب التسهيل على البروتوكول الدولي في حال السفر، فيمكن تطبيق المسمى على الزوجة التي ترافق الرئيس في مناسبات رسمية، أو ربما تُعرف كلتاهما بـ”السيدات الأوليات” إن رافقتاه معاً”.
مهام مجتمعية
بدوره يقول الباحث السنغالي، عبدالأحد عبدالرشيد، إن “هذا الوضع جديد على السنغال التي لم يسبق لها وجود رئيس مارس تعدد الزوجات، ولكن لا أظن أنه سيشكل مشكلة، فسيتم اعتبار كل واحدة منهما سيدة أولى للبلاد، دورها في البلاد عادة ما تساعد رئيس الجمهورية في الشؤون الاجتماعية، والقيام بأعمال خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
ويضيف عبدالرشيد، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن دور السيدة الأولى منحصر في الشؤون الاجتماعية والحفاظ على التماسك الوطني، من خلال تأسيس مؤسسات خيرية لتقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين بجانب تحسين العلاقات بين المسؤولين في البلاد وخاصة بين الحكومة والشخصيات الاجتماعية والدينية”.
كما يعتقد “أن وجود سيدتين أولتين في البلاد لن يشكل أي مشكلة بدل سيكون لكل واحدة منهن دورا مهما في تحقيق الاستقرار الاجتماعي وتحسين الأوضاع المعيشية الهاشة للفئات الضعيفة”.