وتحرّكت، الثلاثاء 4 سفن أميركية من قاعدة لانغلي- يوستيس المشتركة بالولايات المتحدة، في رحلة تستغرق 30 يوما تقريبا إلى شرق المتوسط، لتنفيذ مهمة بناء الميناء التي قد تستغرق بدورها 60 يوما.
ومن المقرّر أن يؤمّن الميناء وصول مليونَي وجبة غذاء ومليونَي زجاجة مياه يوميا لسكان غزة، وفق تصريحات أدلى بها براد هينسون، العميد بالجيش الأميركي، للصحفيين، ولن تطأ أقدام الجنود الأميركيين أرض القطاع.
المصالح الأميركية
- Advertisement -
نشرت جريدة “يديعوت أحرنوت” العبرية، هذا الأسبوع، أن واشنطن تحدّثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن هذا الميناء، وأقنعته بأنه مفيد لإسرائيل والولايات المتحدة أكثر من فائدته لغزة.
وعن أهداف واشنطن من الميناء، قالت الجريدة إن لها 4 مصالح هي أن الميناء يستوعب مساعدات 4 مرات أكثر من التي تصل إلى غزة حاليا، وستصل لمنظمات الإغاثة دون تدخّل من حركة حماس، وإظهار قدرة الإدارة الأميركية على تنفيذ إرادتها في حماية المدنيين، وإرضاء قاعدة الحزب الديمقراطي التي تضم أميركيين مسلمين ومؤيّدين للفلسطينيين.
وستصل المساعدات إلى غزة بعد تحميلها على سفن صغيرة في قبرص، ثم تتعرض لتفتيش أمني إسرائيلي، وأول شحنة من البضائع الأميركية ستصل خلال 60 يوما.
مؤشر لطول الصراع
- Advertisement -
يرى الخبير العسكري، جمال الرفاعي، في هذا الميناء مؤشرات على أن الصراع سيكون طويلا بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وأن وقف إطلاق النار إذا حدث الآن “لن يكون دائما”.
ومن هذه المؤشّرات:
- يسمّى هذا الميناء “ميناء طوارئ”، ويتم إنشاؤه لإنجاز مهمة ما أو إنشاء مرسى سفن عسكري في حالات الصراع لضمان استمرار الإمداد والتموين.
- المعلومات المطروحة حوله تقول إنه سيكون ميناءً ضخما، وسيستوعب آلاف الأطنان من المساعدات يوميا؛ وهذا يعني أن عمله لن يكون شهرا أو اثنين، بل سيمتدّ شهورا.
- آلية توزيع هذه المساعدات مجهولة، خاصّة أن الميناء يقع في الشمال، وهي منطقة توقف فيها عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وأعتقد أن أميركا ستكون المسؤولة عن التوزيع، أو يكون الميناء ميلادا لمنظمة إغاثة جديدة.
في نفس الوقت، نفى الرفاعي احتمال أن يكون الميناء من أغراضه تقديم دعم لوجسيتي لإسرائيل، قائلا إن أميركا لديها معدات تستطيع تقديم أي خدمات عسكرية من قاعدتها في قبرص.
- Advertisement -
ويتفق الصحفي الفلسطيني، نزار جبر، في أن الميناء سيخدم مصالح أميركا أولا؛ لأن هدفه “تخفيف الضغط على الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإظهاره بأنه يفعل ما بوسعه لتخفيف معاناة المدنيين، كما سيخفّف هذا الخناق على إسرائيل التي تواجه انتقادات كبيرة واتهامات بعدم سماحها بدخول المساعدات”.
ويلفت جبر إلى أن لحرب غزة تأثيرا على تصويت الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر، ومستشارو بايدن قدّموا له النصيحة لإقامة الميناء، ومن قبله تنفيذ إنزال جوي للمساعدات في غزة.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي أقام فيها الجيش الأميركي، وبالتعاون مع الجيش البريطاني، مثل هذا الميناء العائم، كانت على شواطئ نورماندي بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.