وقال حميدتي، عقب لقائه الرئيس الجيبوتي إسماعيل جيلي في العاصمة جيبوتي، الأحد: “سعدت بزيارة الشقيقة جمهورية جيبوتي ولقاء الرئيس جيلي، وقدمت له شرحا لتطورات الأوضاع في السودان في ضوء الحرب الجارية الآن، وطرحت رؤيتنا لوقف الحرب والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة شعبنا العظيم”.
وتابع: “أكدت التزامنا التام بمخرجات مؤتمر رؤساء الإيغاد واستعدادنا غير المشروط للتفاوض لتحقيق السلام العادل والشامل”.
وتأتي زيارة حميدتي إلى جيبوتي عقب زيارتين خلال الأسبوع الماضي لكل من أوغندا وإثيوبيا، وبعد تأجيل اجتماع كان مقررا بينه والبرهان الخميس، وذلك لأسباب وصفتها الإيغاد بـ”الفنية”.
- Advertisement -
وقال مصدر في الإيغاد لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تأجيل اللقاء حدث “من أجل تمكين قادة دول الهيئة وممثلي المجتمع الدولي من حضور الاجتماع”، مؤكدا أن هناك جهودا قوية تجري لعقد الاجتماع خلال الأسبوع الأول من يناير.
وشهدت الساحة السودانية ارتباكا كبيرا خلال الأيام الماضية بسبب تأجيل الاجتماع، وتزايد الارتباك أكثر بعد بيان لوزارة الخارجية السودانية حمّل قائد الدعم السريع مسؤولية التأجيل، لكن بيانا مسربا صادرا عن وزارة خارجية جيبوتي التي ترأس الدورة الحالية لإيغاد حسم الجدل، وأكد أن تأجيل الاجتماع جاء لأسباب “فنية”.
وأوضح بيان الخارجية الجيبوتية: “بعد القرارات المتخذة في البيان الختامي لقمة الإيغاد الاستثنائية في التاسع من ديسمبر في جيبوتي لتنظيم لقاء بين البرهان وحميدتي، تم تأجيل اللقاء إلى أوائل يناير 2024 لأسباب فنية”.
وأشارت منصات إعلامية تابعة لقوات الدعم السريع، إلى أن حميدتي طالب بحضور رؤساء الإيغاد وممثلي المجتمع الدولي للاجتماع المزمع.
ووفقا للصحفي المتخصص في الشأن الإفريقي أبوعبيدة برغوث، فإن تأجيل الاجتماع جاء من أجل توسيع المشاركة فيه.
- Advertisement -
وقال برغوث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يبدو أن هناك اتجاها لمشاركة أوسع حتى يكون هناك التزام أكبر بما يمكن أن يخرج عنه الاجتماع”.
وبعيدا عن الأسباب التي أدت لتأجيل اللقاء، يرى الأكاديمي والباحث بشير إدريس أن اللقاء المحتمل ربما يكون من آخر الفرص المتاحة لوقف الدمار والهلاك الذي تسببت فيه الحرب، حيث قتل أكثر من 12 ألف شخص وشرد الملايين.
ويشير إدريس إلى أن عدم استغلال قائدي الجيش والدعم السريع فرصة اللقاء أو تحججهما بعدم المسؤولية “سيلحق مزيدا من الضرر بالبلاد”.
- Advertisement -
وأضاف: “كل ما يحدث في بلادنا من تهجير وتقتيل وانتهاكات إنما هو من آثار الحرب. لن تتوقف كلها أو بعضها إلا بتوقف الحرب، وإلى أن يتم ذلك فعلى قادة الدعم السريع والجيش أن يوقفوا كل أشكال الإضرار بالحياة المدنية من قتل للأبرياء وترويعهم”.
ووجدت مخرجات قمة الإيغاد ترحيبا دوليا كبيرا، خصوصا من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وتضمنت:
- التزام طرفي القتال في السودان -الجيش والدعم السريع- بالاجتماع مع بعضهما فورا من أجل الاتفاق على وقف العدائيات وإنهاء الحرب.
- أقرت القمة مقترح تشكيل آلية دولية موسعة لمتابعة جهود استعادة مسار التحول المدني بعد إنهاء الحرب.
- دعم الخريطة الإفريقية المكونة من 6 نقاط المقترحة لحل الأزمة السودانية، التي تتبنى خطة تدمج بين رؤية منبر جدة والمقترحات الإفريقية.
وتستند خطة الحل الإفريقية إلى 6 نقاط أساسية تشمل:
- وقف إطلاق النار الدائم وتحويل الخرطوم إلى عاصمة منزوعة السلاح.
- إخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن الخرطوم.
- نشر قوات إفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة.
- معالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب.
- إشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة.
- البدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.