أكد الكاتب والباحث السياسي، عباس شريفة، خلال حديثه لـ”غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية” أن إدارة الرئيس أحمد الشرع تسعى منذ اليوم الأول إلى توحيد الجغرافيا السورية وإشراك جميع المكونات في إدارة البلاد.
وأشار إلى أن الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يمثل “نقطة تحول” في مسار الأزمة السورية، حيث تم الاعتراف بالوجود الكردي بشكل رسمي لأول مرة في تاريخ سوريا.
ومع ذلك، أشار شريفة إلى أن “هناك حساسية كبيرة بين الفصائل العسكرية وقوات سوريا الديمقراطية”، مؤكدا أن نجاح الاتفاق يعتمد على تنفيذ بنوده بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بدمج القوات الأمنية في وزارة الدفاع والداخلية السورية.
- Advertisement -
وأضاف أن “الرافعة الدولية والإقليمية” لعبت دورا في تسهيل هذه الاتفاقات، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دعمت الاتفاق بشكل غير مباشر.
من جانبه، أكد الصحفي أختين أسعد أن الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يمثل “انتصارا للقومية الكردية” في سوريا.
وأشار إلى أن الاعتراف بالهوية الكردية في نص الاتفاق يعد سابقة تاريخية، حيث لم يتم ذكر المكون الكردي في أي اتفاق سابق.
لكن أسعد حذر خلال حديثه من أن “الآليات التنفيذية للاتفاق ما زالت غير واضحة”، مشيرا إلى أن تنفيذ بنوده، مثل دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، سيحتاج إلى وقت وضمانات ملموسة.
وأضاف أن “الكرد ينظرون إلى الاتفاق بإيجابية، لكنهم ينتظرون خطوات تنفيذية قبل الاحتفال بانتصارهم”.
- Advertisement -
المخاوف الطائفية.. هل يمكن تجاوزها؟
أوضح أستاذ الفلسفة السياسية، خلدون النبواني أن المخاوف الطائفية لا تزال قائمة، خاصة في ظل الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري.
وأكد أن “الأقليات، بما في ذلك الدروز والعلويين، بحاجة إلى ضمانات مكتوبة لحماية حقوقهم”، مشيرًا إلى أن الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية قد يكون نموذجا يمكن تعميمه على باقي المكونات.
- Advertisement -
لكن النبواني حذر من أن “الفوضى العسكرية وتعدد المرجعيات قد تعيق تحقيق هذه الأهداف”، مشيرًا إلى أن بعض الفصائل في السويداء ما زالت تتلقى تمويلا خارجيا.
وأضاف أن “توحيد الرأي السياسي والعسكري في السويداء سيكون خطوة حاسمة نحو توقيع اتفاق شامل مع دمشق”.
من جهة ثانية، أعرب الناشط السوري ومؤسس رابطة العلويين الأميركيين، تميم خرماشو، عن مخاوف الطائفة العلوية من التهميش في المرحلة المقبلة.
وأكد أن “العلويين عانوا من الظلم خلال حكم النظام السابق، ولا يريدون أن يعانوا مرة أخرى في ظل الدولة الجديدة”.
ودعا خرماشو إلى “معاملة جميع المكونات بشكل متساو”، معتبرا أن الاتفاقات الأخيرة يجب أن تكون خطوة نحو تحقيق العدالة والمساواة لجميع السوريين.
وأضاف أن “العلويين ينتظرون ضمانات ملموسة لحماية حقوقهم، خاصة بعد الأحداث الدامية التي شهدها الساحل السوري”.
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا، تبقى الاتفاقات الأخيرة خطوة إيجابية نحو إعادة توحيد البلاد. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاتفاقات يعتمد على قدرة الحكومة السورية على تقديم ضمانات ملموسة لجميع المكونات، وتجاوز مخاوف المحاصصة الطائفية.
كما أن تعزيز الثقة بين الأطراف وضمان تنفيذ هذه الاتفاقات بآليات واضحة سيكونان عاملين حاسمين في تحديد مستقبل سوريا.