فبينما تحاول موسكو الحفاظ على دورها العسكري والاقتصادي في البلاد، تعمل القوى الغربية على التقرب من القيادة السورية الجديدة بعروض اقتصادية ووعود برفع العقوبات.
الحوار الروسي السوري ومستقبل القواعد العسكرية
بحسب الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف، فإن الحوار بين روسيا والحكومة السورية الجديدة لا يزال في مراحله الأولية، ومن المبكر الحكم على نتائجه. لكنه أشار إلى أن “فرص بقاء القاعدتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية قائمة، مع احتمالات لتغيير وظائفهما ودورهما في المستقبل”.
- Advertisement -
كما كشف سيدروف خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن لقاءات بين مسؤولين روس والقيادة السورية تناولت “اتفاقا واضحا على مواصلة المشاورات بشأن مستقبل القواعد الروسية، إلى جانب ملفات أخرى مثل إعادة الإعمار”.
المنافسة الغربية على النفوذ السوري
في ظل هذا المشهد، تسعى الدول الغربية، بما فيها الاتحاد الأوروبي والناتو، إلى تعزيز علاقاتها مع سوريا، مقدمة عروضا اقتصادية مغرية ومساعدات مالية بهدف إعادة بناء علاقات جديدة.
وبحسب سيدروف، فإن “هناك الكثير من الحوافز السياسية والمالية التي تقدمها الدول الغربية، لكن من غير الواضح إن كانت دمشق مستعدة لقطع علاقاتها التاريخية مع موسكو”.
إعادة الإعمار والمصالح المتداخلة
- Advertisement -
تعد مسألة إعادة الإعمار من الملفات الحساسة، حيث تشير التقديرات إلى أن خسائر سوريا خلال سنوات الحرب تجاوزت 400 مليار دولار.
وعن الدور الروسي في هذا الملف، قال سيدروف إن “روسيا ستكون لاعبا أساسيا في إعادة إعمار سوريا، ولا يمكن لدول الاتحاد الأوروبي أو تركيا وحدها أن تتحمل هذا العبء. ولذلك، سيبقى لروسيا دور محوري في هذه العملية”.
من ناحية أخرى، أشار سيدروف إلى أن “بعض التسريبات تحدثت عن مطالب سورية من روسيا بتقديم تعويضات أو مساعدات بلا مقابل، وهي مسألة لا تزال قيد البحث ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها”.
- Advertisement -
إلى أين تتجه دمشق؟
مع وجود محاولات غربية لاستمالة دمشق، يؤكد سيدروف أن “هناك من يدعم التوجه نحو الغرب، لكن هذا الانتقال لن يكون سهلا”.
وأشار إلى أن “هناك عوامل عديدة تجعل خيارات سوريا أكثر ميلا لصالح روسيا، ومنها التعاون العسكري والتدريب، والمصالح الاقتصادية المشتركة، إضافة إلى الجالية السورية الكبيرة في روسيا والخريجين السوريين الذين تلقوا تعليمهم هناك”.
وفي ظل استمرار المشاورات بين موسكو ودمشق، يبقى التساؤل قائما: هل ستتمكن روسيا من الحفاظ على نفوذها في سوريا، أم أن الضغوط الغربية ستدفع دمشق لإعادة النظر في تحالفاتها الاستراتيجية؟… الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.