تصريحات ترامب أثارت جدلاً واسعاً، خاصة مع التأكيد على تمسك السعودية بشروطها، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية.
كان ترامب مهندس الاتفاقيات الإبراهيمية، ويسعى لتوسيعها بضم السعودية. الباحث السياسي مبارك آل عاتي، في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، يرى أن “ترامب يدرك تعقيدات الموقف السعودي”، مشيرا إلى أن الرياض جاهزة من حيث الثقل السياسي، لكنها تضع شروطًا أساسية مثل إقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف آل عاتي أن هناك ملفات إقليمية حساسة، مثل تطورات الوضع الفلسطيني والمفاوضات الإيرانية الأمريكية، يجب أن تُحسم قبل الحديث عن أي اتفاق.
- Advertisement -
الموقف الإسرائيلي
من جهته، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين إن إسرائيل “تتطلع بشدة لاتفاق مع السعودية”، مؤكدا أن ذلك سيمثل إنجازا كبيرا لإسرائيل والرئيس ترامب.
ومع ذلك، يعترف كوهين بأن حكومة بنيامين نتنياهو تعد عقبة رئيسية، حيث أظهرت مرارا رفضها تقديم تنازلات، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما أكده تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الرافض لفكرة الدولة الفلسطينية حتى لو كانت شرطا للتطبيع.
التحديات أمام الاتفاق
السعودية، وفقا للباحث آل عاتي، تتمسك بمبادرة السلام العربية، التي تشترط قيام دولة فلسطينية مستقلة. ومع ذلك، فإن تصاعد التطرف السياسي داخل إسرائيل، واستمرار الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، يعقّدان المشهد.
- Advertisement -
ويقول آل عاتي: “المجازر التي ارتكبتها إسرائيل مؤخرا، خاصة في قطاع غزة، تمثل عائقا نفسيا وسياسيا أمام أي تقارب”.
كوهين بدوره يرى أن الظروف الإقليمية، مثل دعم إيران لحماس وتأثيرها على المصالحة الإسرائيلية السعودية، تعد أيضا عاملا مؤثرا. وأكد أن التصعيد الأخير، بما في ذلك هجمات 7 أكتوبر، كان “محاولة إيرانية لتعطيل المسار”.
- Advertisement -
الآفاق المستقبلية
رغم التعقيدات، يبقى الأمل قائما، خصوصا مع تأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال مقابلة سابقة، أن المملكة “تقترب يوما بعد يوم” من التطبيع، مشيرا إلى أهمية تحقيق السلام الشامل.
التطبيع السعودي الإسرائيلي ليس مجرد اتفاق سياسي، بل هو اختبار لقدرة المنطقة على تجاوز خلافاتها التاريخية لتحقيق مستقبل أفضل.
ومع أن الطريق يبدو معقدًا، فإن إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي ما زالت قائمة إذا ما تم التعامل مع القضايا الجوهرية بحكمة وواقعية.