واتهم كورنيل ويست الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمراعاة مطالب الشركات الكبرى وممولي الحملات الانتخابية وتجاهل صوت الشعب والأقليات كالفلسطينيين وغيرهم.
وحذر في حديث لسكاي نيوز عربية من تراجع هيمنة الولايات المتحدة في ظل تجاهلها لما وصفه بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ولحقوق الإنسان في دول نامية.
ويعد كورنيل ويست من رموز المناهضين للسياسة الأميركية خاصة تجاه الفلسطينيين والدول النامية، وشارك في العديد من التظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة وبوقف دعم اسرائيل.
- Advertisement -
تفكيك الإمبراطورية
وقال ويست “إن ترشحي يهدف إلى أن نكون في طليعة الإمبراطورية الأميركية. فمن أجل تفكيك الإمبراطورية، لا نحتاج إلى نشر وحدات عسكرية في مختلف أنحاء العالم. ولا نحتاج إلى امتلاك دول تقوم بعمليات خاصة للغاية. بل نحتاج إلى استثمارات ضخمة في التعليم والرعاية الصحية والأجور المعيشية. نحن بحاجة إلى هذا الاستثمار من جيشنا”.
وأضاف :لا نحتاج إلى أن نكون إمبراطورية تهيمن على كل ركن من أركان العالم. يجب أن نكون أمة بين الأمم. يجب أن نكون قادرين على معاملة الدول الأخرى بكرامة. يمكننا انتقاد تلك الدول من حيث انتهاكها لحقوق الإنسان، لأنه يجب أن يكون هناك بعد أخلاقي وروحي. لكن الغطرسة الإمبراطورية للولايات المتحدة هي التي تجلب الغطرسة واللامبالاة والشعور بأنها دائمًا في مركز الكون أينما ذهبوا الآسيويون واللاتينيون والأميركيون والأفارقة، وهذا شيء يؤدي إلى مفهوم مختلف تمامًا لعلاقة الولايات المتحدة ببقية الاجتماع”.
وتابع قائلا “ولم يروا ذلك في الحزب الديمقراطي، وانتهى الأمر بالعديد منهم إلى قيادة رجل فاشية جديد يدعى دونالد ترامب. لذا فإن المفارقة هي أن العديد من سياسات الحزب الديمقراطي أساسية لأن اليأس أدى إلى ظاهرة ترامب، وبالتالي يمكنك أن ترى كيف يرتبط الاثنان معًا، لا يمكنك الحصول على بديل من الفاشية والليبرالية الجديدة وكلاهما يتفق مع العسكرية البربرية التي مكنت الإبادة الجماعية واذلك نواصل الكفاح”.
- Advertisement -
وعبر ويست عن اعتقاده بأن الأمر كان تحديًا كبيرًا للحزب الديمقراطي، حيث سيتمكن من رؤية مدى التزامه بالعملية الديمقراطية، والتزامه بنزاهة العملية، ومعرفة ما إذا كان يريد الفوز بأي وسيلة، أو عملية خطوة بخطوة، لضمان سماع جميع الأصوات، وليس فقط في الحزب، أصوات الفقراء، والأصوات الفلسطينية، والأصوات في جميع المجالات.
وقال “ومن الواضح أن الحزب الديمقراطي هو امتداد كبير للأموال الكبيرة. كان لدى المانحين الكبار حقًا قرار كبير عندما يتعلق الأمر بذلك، بمجرد أن قرروا سحب الأموال من بايدن. ليس لديه خيار آخر. وهذه ليست علامة جيدة، لأنه عندما يكون لديك مجتمع به أموال كبيرة، وجيش كبير، وقوة شركات، يملي مصير ذلك المجتمع، والإمبراطورية، فإن الإمبراطورية تبدأ ببطء وثبات في كشف الاضمحلال الروحي والتدهور الذي يبدأ في الظهور بسهولة أكبر”.
- Advertisement -
مهاجمة الحزب الثالث
وقال ويست، في مقابلته مع سكاي نيوز عربية “بمجرد أن بدأت في نزع الأكاذيب وتتبع الجرائم واحدة تلو الأخرى، السجن الجماعي والإبادة الجماعية في غزة، كل هذه جرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك، فإن جزءًا من التحدي هو أن هجماتهم واعتداءاتهم أصبحت أكثر كثافة على مرشحي الحزب الثالث عندما يتم فضحهم لأنهم يرفضون فحص أنفسهم وفحص التزامهم بالقضايا التي لا يتحدثون عنها والتي غالبًا ما نتحدث عنها نحن مرشحو الحزب الثالث”.
وأضاف “أعلم أنني أتحدث عن الفقر والسجن الجماعي وعدم المساواة في الثروة والإبادة الجماعية والمعاناة التي لا تصدق في أفريقيا وهايتي في أميركا اللاتينية وما إلى ذلك، بمجرد تسليط الضوء على هذه القضايا وعدم رغبتهم في التعامل مع القضية التي هاجموك بها. وهذا بالطبع يحدث الآن أيضًا”.
وتابع قائلا “لقد أصبحت اللغة أكثر تعاطفاً بعض الشيء. ولم يحدث أي تغيير في السياسة. فالقوى نفسها، قوى الأموال الضخمة، والرسوم الضخمة وما إلى ذلك، وجماعات الضغط الشبابية الأخرى التي شكلت السياسة بشكل غير متناسب عندما يتعلق الأمر بالعنف في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن الواقع هو “أن الحزب الديمقراطي لا يمكن إصلاحه عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الأنواع من السياسات ومن القضايا، ولذلك يتعين علينا أن نكون صادقين للغاية وصريحين للغاية بشأن ذلك”.
وأردف قائلا “لقد كان من المحزن أن نرى ما يحدث وأعتقد أن هذا ليس بالأمر السهل. أعتقد أن هناك الكثير من التضليل، وهناك الكثير من الإشارات السطحية، على النقيض من المعاناة الإنسانية الحقيقية والبؤس الاجتماعي الذي يعاني منه الفلسطينيون في الشرق الأوسط. وأنا أشعر بالقلق إزاء إمكانية تضافر جهود الإسرائيليين واليهود والفلسطينيين يمكن ان يعيشوا معا ولكن ليس في ظل حالة من الاستعباد والهيمنة والاستعمار التي يعيشها الفلسطينيون. لذا أعتقد أننا لابد وأن نمارس الضغوط على الحزب، وأن نبحث أيضاً عن بدائل.
وحول سؤال حول ما إذا ساعدت هذه الغطرسة في خلق الحركة الشعبوية في دونالد ترامب وبقاء بايدن في منصبه، قال ويست: “لا شك في سياساته النيوليبرالية، وهي فئة أكثر على الفقراء والعمال. نقل هائل للثروة من الفقراء والعمال إلى الأثرياء. أصبح الأثرياء هم الفائزون بالعولمة النيوليبرالية. كان الخاسرون من العولمة يبحثون عن بديل”.