ولا يستبعد نازحون أن يسعى الجيش الإسرائيلي لدفعهم نحو اجتياز الحدود إلى مصر، في مخطط طالما حذرت منه القاهرة.
ومن داخل خيمته غرب رفح، يقول النازح أحمد أبو ركبة لـموقع “سكاي نيوز عربية”، إن التهديدات الإسرائيلية باجتياح المدينة دفعته للاستعداد للمغادرة مرة أخرى، والنزوح للمرة الرابعة، بعد أن سبق له الانتقال في بداية الحرب من مخيم جباليا إلى مدينة دير البلح ثم إلى خان يونس، وأخيرا نحو رفح.
وأضاف أبو ركبة: “هذه المرة تبدو الأمور أكثر خطورة، ولا أعرف إلى أين أذهب مع عائلتي. في تجارب النزوح السابقة كنا ننتقل من مناطق يستهدفها الجيش الإسرائيلي إلى أخرى بعيدة نسبيا عن القصف والغارات، لكن حاليا كل قطاع غزة تحت القصف، ورفح هي المدينة الوحيدة التي اعتقدنا أنها ستكون آمنة”.
- Advertisement -
أما حسام عبد ربه، وهو نازح من مدينة غزة إلى رفح، فيقول لـموقع “سكاي نيوز عربية” إن حالة من القلق والتوتر تسيطر على عائلته المتواجدة في إحدى مدارس “الأونروا” بمخيم الشابورة، خصوصا مع تزايد وتيرة القصف.
وسقط العشرات بين قتيل وجريح في غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على رفح خلال اليومين الماضيين، في وقت تزايد فيه تحليق المقاتلات وطائرات الاستطلاع بشكل مكثف، بالتزامن مع تهديدات متصاعدة ببدء الهجوم.
الدفع نحو الحدود المصرية
وعلى مقربة من الشريط الحدودي الفاصل بين مدينة رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية، نصب خالد محسين قبل شهرين، خيمة متواضعة تأويه مع عائلته، التي نزحت من حي الشجاعية، ويستعد الآن لتركها بحثا عن وجهة جديدة أكثر أمنا.
- Advertisement -
وفي حديثه لـموقع “سكاي نيوز عربية” رفض محسين فكرة اجتياز الحدود المصرية رغم الخطر المحدق في رفح، مشيرا إلى أن مرارة النزوح ستكون مضاعفة وستتلاشى أحلام العودة إلى مسقط رأسه لو حدث هذا السيناريو.
لكن الشاب الفلسطيني يبدي قلقا من مخطط إسرائيلي قد يجبر كثيرين في رفح على التوجه نحو الحدود، في حال تكثف القصف على المدينة، ومُنع الأهالي من الانتقال شمالا نحو خان يونس ومناطق وسط وشمال القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر الجمعة الجيش بالاستعداد لإخلاء مدينة رفح وتطوير خطة لإجلاء المدنيين، وهزيمة ما تبقى من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
- Advertisement -
وقال مكتب نتنياهو: “لا يمكن تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس وإبقاء أربع كتائب لحماس في رفح. ومن ناحية أخرى، فمن الواضح أن عملية واسعة النطاق في رفح تتطلب إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال”.
وأضاف: “لهذا السبب وجه رئيس الوزراء الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية بعرض خطة مزدوجة على حكومة الحرب لإخلاء السكان وتدمير الكتائب التابعة لحركة حماس”.
ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أعقبت الهجوم الواسع الذي شنه المئات من مسلحي حماس على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع يوم 7 أكتوبر الماضي، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مدينة رفح.
ويتكدس في المدينة الصغيرة نحو 1.5 مليون شخص، يتواجد معظمهم في خيام متواضعة وسط درجات حرارة منخفضة للغاية، وفي ظروف بالغة القسوة، علما أن تعدادها سكانها قبل الحرب لم يكن يتعدى 320 ألف نسمة.