هذا التصعيد يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت طهران ترفع سقف المواجهة لتحسين شروط التفاوض أم أن الحوار بين الطرفين وصل إلى طريق مسدود.
وفي هذا السياق، صرح مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية، مصدق بور، قائلاً: “إيران تريد حلاً سلمياً، ولكنها لا تثق بالولايات المتحدة، خاصة في ظل فرض المزيد من العقوبات بالتوازي مع دعوات للحوار”.
وأضاف خلال حديثة للظهيرة على سكاي نيوز عربية، أن “مطالب واشنطن لإيران بنزع سلاحها الدفاعي والتوقف عن معاداة إسرائيل تعتبر تدخلاً غير مقبول في السيادة الإيرانية”.
- Advertisement -
من جهة أخرى، يرى مدير برنامج الدراسات الإقليمية بمركز دراسات الشرق الأوسط، نبيل العتوم، في تصريح لسكاي نيوز عربية، أن “الخطاب الإيراني يبدو متشدداً، لكن الواقع يشير إلى أن هناك رغبة ضمنية في التفاوض، وإن كانت بشروط إيرانية صعبة التحقيق”.
وأوضح العتوم أن “إيران تطالب بضمانات أميركية، إلا أن هذه الضمانات قد لا تكون واقعية في ظل استمرار العقوبات والتوترات الإقليمية”.
هل تعيد إيران حساباتها؟
في ظل هذه التعقيدات، يبقى التساؤل حول خيارات إيران المستقبلية قائماً. فبينما تصر طهران على موقفها الرافض للتفاوض تحت الضغط، فإن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها بسبب العقوبات الأميركية قد تدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
وتشير بيانات البنك المركزي الإيراني إلى أن التضخم تجاوز 40%، بينما انخفضت قيمة العملة المحلية إلى مستويات غير مسبوقة، ما يزيد من الضغوط على القيادة الإيرانية.
- Advertisement -
ومن جهة أخرى، تبقى الولايات المتحدة متمسكة بشروطها التي تشمل وقف البرنامج النووي والصاروخي وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويشير تقرير صادر عن “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى استخدام استراتيجية “الضغط الأقصى” لإجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفات حساسة، لكن هذه السياسة لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.
السيناريوهات المستقبلية المحتملة
- Advertisement -
التصعيد العسكري المحدود: قد تلجأ إيران إلى تصعيد محسوب، مثل استهداف السفن في الخليج أو دعم الفصائل المسلحة في المنطقة، لزيادة الضغط على واشنطن ودفعها نحو تقديم تنازلات.
استئناف المفاوضات بشروط جديدة: يمكن أن تقبل طهران بالدخول في مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء أوروبيين أو إقليميين، سعياً للحصول على تخفيف جزئي للعقوبات.
الصمود والمراهنة على تغيير الإدارة الأميركية: قد تفضل إيران انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة على أمل وصول إدارة أكثر مرونة تجاهها.
في ظل هذه السيناريوهات، يظل موقف طهران محكوماً بعوامل داخلية وخارجية معقدة، مما يجعل مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية مفتوحاً على احتمالات متعددة.