تشهد الأسواق الإقليمية اقبالا متزايدا من السعوديين على شراء الليرة السورية مع توجه المستثمرين إلى أسواق مثل الأردن وتركيا للاستفادة من التحسن الملحوظ في سعر صرف هذه العملة مقابل الدولار الأمريكي، بحسب عاملين في قطاع الصرافة تحدثوا لـ”الاقتصادية”.
سعر الليرة السورية سجل ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الماضية ليصل إلى 13200 مقابل الدولار الأمريكي حاليا، فيما كان سعر صرفها 30 ألفا قبل الاطاحة بنظام الأسد، ما يعني أنها استعادت أكثر من 50 % من قيمتها.
يأتي هذا الارتقاع ذلك وسط مؤشرات على استقرار اقتصادي متزايد في سورية، بعد سقوط بنظام الرئيس السابق بشار الأسد، حيث استعادت الليرة جزءا من قيمتها مدعومة بالتغيرات السياسية والتوجهات الاقتصادية الجديدة،وتعافت العملة بشكل لافت بعد سنوات من الانكماش، مع استئناف حركة التجارة الدولية وتوقعات بتدفق الاستثمارات الأجنبية.
تاجر العملات السعودي محمد العتيبي، أكد أن الليرة السورية أصبحت فرصة استثمارية واعدة، خاصة مع توقعات استمرار تحسن قيمتها مع استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
تعد الأردن وتركيا مركزان رئيسيان لتداول الليرة السورية للسعوديين، حيث توفر بعض شبكات الصرافة المحلية في هذه الدول قنوات مرنة للحصول على العملة السورية.
أحمد جابر المستثمر في قطاع الصرافة الأردني أحمد جابر، أوضح أن الطلب على الليرة السورية شهد زيادة ملحوظة في الأيام الأخيرة من جانب المستثمرين السعوديين، مشيرا إلى أن السوق الأردنية يؤدي دورا محوريا كمركز إقليمي لتداول العملات، نظرا لقربه الجغرافي من سوريا.
- Advertisement -
رئيس جمعية الصرافين الأردنيين عبدالسلام السعودي قال في بيان، إن محال الصرافة الأردنية تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على الليرة السورية، مضيفا أن الطلب شهد ارتفاعا تحديدا بعد بدء البعض من السوريين بشراء الليرة تجهيزا للعودة إلى بلادهم، مؤكدا أن هناك شحا في الليرة السورية في محال الصرافة في ظل ارتفاع الإقبال على شرائها.
مع دخول سورية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والانفتاح التجاري، تتجه أنظار المستثمرين إلى الليرة السورية كواحدة من العملات التي قد تحقق مكاسب إضافية في المستقبل القريب.
المستثمر السعودية خالد الشمري ذكر أن الطلب على الليرة السورية يرتفع بشكل واضح في تركيا، حيث يراهن عديد من المستثمرين على أن الأوضاع الاقتصادية في سورية ستتحسن بوتيرة متسارعة، ما يجعل العملة فرصة استثمارية جاذبة.
بينما ينظر إلى الإقبال على الليرة السورية كإشارة إلى الثقة الإقليمية المتزايدة في تعافي الاقتصاد السوري، يحذر الخبراء من مخاطر المضاربة التي قد تؤدي إلى تقلبات في الأسواق.
المحللة في أسواق العملات الدولية رؤى الفهد ترى أن زيادة التدفقات النقدية من مستثمرين إقليميين، بمن فيهم السعوديون، يعزز استقرار العملة السورية، لكنه قد يخلق ضغوطا على السوق إذا لم يتم تنظيم هذه التدفقات بشكل مدروس، وحذرت الفهد من المضاربة بالعملة السورية، بسبب حالة عدم اليقين حول الليرة السورية.
- Advertisement -
الاقتصادي والأكاديمي السعودي أحمد الدوسري قال “هذا الزخم الإقليمي يضع الليرة السورية في موقع فريد كعملة قد تشهد مزيدا من الدعم، خاصة إذا استمرت الإصلاحات الاقتصادية وزاد الانفتاح على الاستثمارات الدولية.