والحقّ أن قرار الحلّ لم يكن مستبعدا من خطاب الذي قد يكون من أصغر رؤساء الاستخبارات على مستوى العام وهو من مواليد قرية جيرود في القلمون الغربي بريف دمشق.
لكن أمام المهندس المعماري نادر الظهور، تحديات جمّة لتحقيق تعهده للشعب السوري بتصميم منظومة أمنية تليق بتضحياتهم على ما قاله في البيان إياه.
- Advertisement -
وطني لا فئوي
سوريا دولة كبيرة، وليست جماعة أو محافظة متوسطة المساحة مثل إدلب الواقعة في الشمال الغربي من البلاد، دولة ينسجها طيف من الإثنيات والطوائف والجماعات الدينية.
وعليه لا تحتمل أجهزتها الأمنية، جيشا وشرطة وجمارك وغيرها من التشكيلات، إلا أن تكون وطنية بالمعنى المهني للكلمة وليس الرومانسي، حتى تؤدي دورها على أكمل في وجه في حفظ الأمن والنظام والسلم الأهلي المجتمعي.
وليحصل ذلك لا بديل عن أن تعكس هذه المؤسسات النسيج السوري المزركش، لا أن يكون فيها غلبة لفئة على الأخريات، أو للأخريات على فئة واحدة!.
الكابوس العراقي
- Advertisement -
فكرة حل الأجهزة الأمنية وتأسيسها من النقطة صفر، أعادت إلى الأذهان كابوسا عراقيا كان يستحسن نسيانه، حين حلّ رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق بول بريمر الجيش العراقي بعد سقوط نظام صدام حسين في ربيع العام ألفين وثلاثة، مشرّعا البلاد أمام حرب أهلية دامت ثلاث سنوات، من 2006 حتى 2008، حاصدة عشرات آلاف العراقيين.
وشهد العراق عام 2014 انتكاسة فادحة أخرى، حين ابتلع تنظيم داعش مساحات شاسعة غرب البلاد.
وحتى اليوم لا تزال هذه التداعيات تتحدث عن نفسها، بحيث تنشط ميليشيات عراقية وقوات رديفة في حضرة الجيش العراقي.
- Advertisement -
أقرّ بريمر بالخطأ بعد 20 عاما على حل الجيش العراقي، في لقاء أجراه مع صحيفة الشرق الأوسط في مارس من عام 2023، فهل يدخّر السورين هذين العقدين، باستقاء الدرس العراقي؟