هذا الملف كان محور النقاش في “الظهيرة” على “سكاي نيوز عربية”، بمشاركة العميد تركي الحسن من دمشق والخبير العسكري والاستراتيجي أسعد الزعبي من الرياض.
مدينة حمص، ثالث كبرى المدن السورية، أصبحت في مرمى التنظيمات المسلحة التي تمكنت من التقدم إلى أطرافها الشمالية رغم الغارات الجوية الروسية ومحاولات القوات الحكومية صد الهجمات.
ووصف العميد تركي الحسن معركة حمص بأنها “أم المعارك”، موضحا أن المدينة تقع في موقع استراتيجي يربط الجنوب بالشمال، والعاصمة دمشق بالساحل، حيث المنشآت العسكرية الروسية.
- Advertisement -
وأكد الحسن أن “سقوط حمص سيشكل ضربة كبيرة للحكومة السورية”، مشددا على أهمية تعزيز الدفاعات لمنع سيطرة الفصائل المسلحة على المدينة.
كما اعتبر الزعبي أن تقدم التنظيمات المسلحة السريع “يعكس ضعف القوات الحكومية، وقدرة الفصائل المعارضة على التحرك الميداني بمرونة”.
وأضاف أن “حمص تكتسب أهمية كبيرة نظرا لتأثيرها المباشر على طرق الإمداد، والقرب من الحدود اللبنانية، مما يجعل السيطرة عليها هدفا استراتيجيا للطرفين”.
في الجنوب السوري، أفاد الم العالم نيوزالسوري لحقوق الإنسان بسيطرة فصائل محلية على مواقع للجيش السوري في درعا، مع أنباء عن انسحاب بعض الحواجز الحكومية.
وعلق الزعبي على هذه التطورات بالقول إن سكان درعا “لعبوا دورا كبيرا في تسهيل دخول الفصائل المسلحة”، بينما نفى الحسن هذه المزاعم، معتبرا أن “الأهالي لا ينضمون إلى المجموعات المسلحة”، وأن “التحركات في الجنوب مرتبطة بتوجيهات خارجية لدعم الفصائل المعارضة”.
- Advertisement -
هل يتجه المشهد السوري نحو التقسيم؟
تباينت آراء الضيفين حول مستقبل سوريا في ظل هذه التغيرات، إذ حذر الحسن من سيناريو التقسيم مشيرا إلى أن “خسارة حمص قد تؤدي إلى معادلة جديدة تشبه الوضع في أفغانستان، مع تزايد النفوذ الخارجي في إدارة النزاع السوري”.
بينما اعتبر الزعبي أن “الثورة السورية تسعى لإقامة نظام ديمقراطي مدني”، مضيفا أن “أي انتخابات مستقبلية ستُجرى بحرية تامة، وستحدد هوية القيادة السياسية الجديدة”، لكنه أقر أن “الفصائل المسلحة هي صاحبة اليد العليا على الأرض حاليا”.
- Advertisement -
وتطرق النقاش إلى تصريحات زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، التي أدلى بها لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، حيث أشار إلى رغبته في تشكيل حكومة مؤسساتية ونظام حكم يختاره الشعب.
وصف الحسن هذه التصريحات بأنها “محاولة لتقديم الجولاني كواجهة سياسية بديلة”، مضيفا أن هذه الخطوة “تأتي بإيعاز تركي لتحقيق أهداف إقليمية”.
بين التصعيد والحل
مع تقدم التنظيمات المسلحة واستمرار الانسحابات الحكومية، يواجه المشهد السوري مفترق طرق، حيث أشار الحسن إلى أن “التدخل الخارجي، خصوصا من تركيا، يهدف إلى تحقيق مكاسب إقليمية على حساب وحدة سوريا”.
في المقابل، شدد الزعبي على أهمية دعم الحل السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن “الشعب السوري وحده من يملك الحق في تقرير مستقبله”.