قال ترامب في منشور على “تروث سوشيال” يوم الأربعاء: “بول هو زعيم مثبت للتنظيمات السليمة” . كما يدرك أتكينز أن الأصول المشفرة والابتكارات الأخرى ضرورية لجعل “أميركا أعظم من أي وقت مضى”.
في خطوة مهمة أخرى للأعمال التجارية، رشح الرئيس المنتخب أيضًا جيل سلاتر، أحد كبار مساعدي نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس، لرئاسة قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل . ويتعين على مجلس الشيوخ الأميركي أن يصادق على تعيين أتكينز وسلاتر.
وأشاد المشاركون في الصناعة بترشيح أتكينز، الذي شغل منصب مفوض لجنة الأوراق المالية والبورصات من العام 2002 إلى عام 2008 ثم أسس فيما بعد شركة باتوماك غلوبال بارتنرز، وهي شركة استشارية لإدارة المخاطر.
- Advertisement -
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لجمعية الأوراق المالية الأميركية، كريس ياكوفيلا، في بيان: “نتطلع إلى العمل معه لإعادة بناء ثقة الجمهور في الوكالة”، وفق تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
ويشير التقرير إلى أن العلاقة بين صناعة التمويل ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الحالي غاري غينسلر كانت متوترة، حيث سعى إلى تنفيذ أجندة واسعة النطاق لوضع القواعد وموقف صارم في مجال التنفيذ، وفرض قيود على اللاعبين التقليديين في وول ستريت بالإضافة إلى شركات العملات المشفرة .
استهدف غينسلر العديد من أكبر شركات التشفير بدعاوى قضائية ورفض صياغة قواعد للأصول المشفرة، بحجة أن العديد من الرموز هي أوراق مالية وأن القوانين الحالية واضحة بدرجة كافية. ووصف القطاع بأنه “متوحش” مليء بالاحتيال ومخاطر المستثمرين.
ومن المتوقع أن يتبنى أتكينز نهجًا أكثر ودية تجاه العملات المشفرة. وقال في إحدى حلقات البث الصوتي العام الماضي إن شبكة التنظيم المالي الأميركية المجزأة تزيد من التكاليف وتخاطر بإنتاج قواعد تعوق الابتكار.
- Advertisement -
وفي إشارة إلى العملات المشفرة، قال أتكينز إن لجنة الأوراق المالية والبورصات “يجب أن تكون هناك بكل ما أوتيت من قوة لاستيعاب النشاط غير الإجرامي ومن ثم تمكين الأسواق من الازدهار، لأنه إذا كان ذلك يشكل تحديًا للشركات القائمة ويساعد في خفض التكاليف للمستثمرين وللأشخاص الذين يحاولون جمع رأس المال، فهذا هو السبب وراء وجود الأسواق المالية”.
وأشاد أنصار العملات المشفرة بهذا الترشيح. وقالت كريستين سميث، الرئيسة التنفيذية لجمعية بلوكتشين: “كانت السنوات الأربع الماضية تحت رئاسة غينسلر بمثابة حملة متواصلة ضد العملات المشفرة. سيقدم بول أتكينز منظورًا جديدًا، مدعومًا بفهم عميق لنظام الأصول المشفرة”.
كما انتقد أتكينز هيئة الرقابة على محاسبة الشركات العامة في الولايات المتحدة، والتي تنظم شركات المحاسبة وتشرف عليها لجنة الأوراق المالية والبورصات. وخلال فترة عمله السابقة في لجنة الأوراق المالية والبورصات، ضغط من أجل خفض ميزانية المنظمة وجادل ضد بعض القواعد التي كانت تفرضها على المدققين.
- Advertisement -
رد فعل إيجابي
من جانبه، يقول كبير الاقتصاديين في شركة ACY، نضال الشعار، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
- تشهد أسواق العملات المشفرة تغيرات ملحوظة بعد تعيين آدكينز رئيسًا لهيئة الأوراق المالية في الولايات المتحدة.
- هذا الاختيار الذي أُعلن عنه مؤخرًا، كان له أثر كبير على الأسواق، حيث تجاوزت قيمة البتكوين حاجز 100,000 دولار، لتصل إلى حوالي 102,000 دولار خلال تعاملات الخميس (قبل التراجع إلى أعلى قليلا من 97 ألفا جراء عمليات جني الأرباح) مع توقعات بمزيد من الارتفاعات.
- كما شهدت معظم العملات المشفرة الأخرى تحسنًا في أسعارها، إلى جانب الشركات العاملة بتقنية البلوك تشين ومنصات إصدار العملات المشفرة.
ويصف الشعار اختيار آدكينز بأنه إيجابي، حيث إنه يمتلك خبرة طويلة في الصناعة المالية منذ عمله بهيئة الأوراق المالية خلال إدارة جورج بوش.
يميل بول أتكينز لدعم الأصول المشفرة وتوسيع نطاق استخدام تقنية البلوك تشين في العمليات الخاصة والحكومية، مما يعزز تطور هذه الصناعة.
ويشير الشعار إلى توافق رؤى أتكينز مع شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، بالإضافة إلى التوجهات التي طرحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب حول دعم الولايات المتحدة لتكون المركز الأول عالميًا في مجال الأصول المشفرة.
ويشدد على أن ترشيحه لم يكن فقط لدعم العملات المشفرة، بل أيضًا لتخفيف القيود المناخية والتنظيمية التي أثرت سلبًا على الشركات المدرجة في السوق المالية، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون له دور حاسم في تنظيم العلاقة بين العملات المشفرة وإدارة المعروض النقدي. حتى الآن، لم تصدر تعليقات رسمية من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لكن يُتوقع ظهور مواقف رسمية قريبًا.
ويخلص الشعار إلى أن صناعة الأصول المشفرة تحتاج إلى تنظيمات واضحة، وضوابط محددة، وتعاون أكبر بين البنوك المركزية وهيئات الرقابة لضمان نموها واستدامتها.
البتكوين
مع ارتفاع سعر البتكوين إلى أكثر من 100 ألف دولار للمرة الأولى في أواخر يوم الأربعاء ووصوله إلى أكثر من 102 ألفا الخميس قبل التراجع إلى 97 ألفا لاحقا، يعتقد بنك ستاندرد تشارترد بأن العملة المشفرة الرائدة يمكن أن تتضاعف بحلول نهاية العام المقبل.
وقال المحلل جيف كندريك في مذكرة يوم الخميس إن هدف الشركة لسعر البتكوين في نهاية عام 2025 عند حوالي مستوى 200 ألف دولار ”قابل للتحقيق”، حسبما نقلت شبكة “سي إن بي سي” الأميركية في تقرير لها.
وكتب كندريك: “سنصبح أكثر تفاؤلاً إذا شهدت عملة البتكوين إقبالاً أسرع من جانب صناديق التقاعد الأميركية، أو صناديق الثروة السيادية العالمية، أو صندوق الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي المحتمل. وفي عام 2025، نتوقع أن تستمر التدفقات المؤسسية بنفس وتيرة عام 2024 أو أعلى منها”.
ارتفعت قيمة البتكوين بنسبة تزيد عن 140 بالمئة حتى الآن هذا العام، كما ارتفعت بنسبة 48 بالمئة منذ فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر الماضي.
مستوى متوقع
ويؤكد رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets جو يرق، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن وصول البتكوين إلى مستوى 100,000 دولار كان متوقعًا في ظل التطورات الأخيرة بالسوق، موضحاً أن اختيار ترامب لـ “أتكينز”لعب دورًا هامًا في دعم هذا الارتفاع، لا سيما وأن غاري غينسلر (رئيس الهيئة الحالي) كان معارضًا لتشريعات البتكوين.
ويوضح أن التوجه الإيجابي لإدارة ترامب تجاه العملات المشفرة أسهم في تعزيز الثقة بالسوق، مشيراً إلى أن المخاوف من تغيير ترامب لموقفه تجاه العملات المشفرة لم تكن في محلها، حيث أظهر دعمًا مستمرًا لهذا القطاع.
كما يلفت في الوقت نفسه أيضاً إلى أن هناك طلبًا كبيرًا من المؤسسات الاستثمارية على البتكوين، وهو ما يعتبره عاملًا أساسيًا وراء الارتفاع الكبير في قيمتها.
ويضيف يرق: “البتكوين حققت ارتفاعًا بنسبة 140 بالمئة منذ بداية العام، ونتوقع المزيد من التسهيلات التشريعية التي ستفتح الباب أمام إطلاق عملات مشفرة جديدة وارتفاعات إضافية في هذا القطاع”، لافتاً إلى أن الظروف الحالية تمثل بيئة مثالية لتطور السوق المشفرة، مع وجود عوامل داعمة وقواعد تنظيمية متساهلة، مما يجعل المستقبل واعدًا للعملات المشفرة.