وقال وزير الخارجية السعودي، على هامش لقائه منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه من المقرر أن تزور اللجنة الوزارية الصين، على أن تنتقل بعدها إلى عدد من العواصم بهدف “إيصال رسالة واضحة”، بضرورة وقف إطلاق النار في غزة “فورًا”، مع السعي العاجل لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية فادحة.
وأضاف الأمير فيصل بن فرحان: “لابد أن نعمل لإنهاء الأزمة والحرب التي تُشن على غزة في أسرع وقت”.
- Advertisement -
ويعتقد دبلوماسيون ومراقبون، في حديثهم إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، أن التحرك “العربي الإسلامي” المشترك يسعى للضغط على العواصم الغربية بالأساس لممارسة نفوذها والقيام بواجبها تجاه وقف الحرب في غزة، التي أوقعت ما يزيد عن 12 ألف قتيل، وما يربو عن 30 ألفًا من المصابين، إلى جانب الدفع نحو إقرار حل دبلوماسي لتلك الأزمة بدلًا من “لغة الرصاص”، والدعوة لإطلاق عملية سياسية شاملة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ماذا تضمن قرار القمة “العربية-الإسلامية”؟
* نص القرار الختامي الصادر عن القمة العربية والإسلامية المشتركة، التي عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر الماضي، على تكليف وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، بصفتها تتولى رئاسة القمة العربية والإسلامية، وكل من: مصر والأردن وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين وأي دول أخرى مهتمة، والأمانتين العامتين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ببدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة، لبلورة تحرك دولي لوقف العدوان على غزة.
* بموجب القرار، فإن هذا التحرك الدولي يهدف إلى الضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة.
- Advertisement -
* تضمن البيان أيضاً، دعوة الدول الأعضاء في المنظمة والجامعة لممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية، واتخاذ أي إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
واشنطن.. الزيارة الأهم
- Advertisement -
من جانبه، يرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنَّ اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية إحدى الوسائل الدبلوماسية في خضم السعي لإقناع الدول التي لها تأثير على إسرائيل بضرورة حضها على وقف إطلاق النار بشكل عاجل، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية لنحو 2.5 مليون مواطن فلسطيني يعانون من ويلات الحرب منذ ما يزيد عن 40 يومًا.
وأوضح “حسن” أن الصين تعتبر من الدول المؤيدة والداعمة لوقف إطلاق النار، وبالتالي لن تجد صعوبة في تنفيذ مهمتها بالعاصمة بكين، وبالتالي سيكون مهمًا في عمل اللجنة أن تتوجه إلى العواصم التي تملك تأثيرًا على تل أبيب، لكسب مزيد من الوقت بدلًا من استمرار القوات الإسرائيلية في القصف والقتال وتنفيذ سياسات التهجير القسري ومنع الإمدادات عن الشعب الفلسطيني لأن “الأمر لم يعد يحتمل أياماً طويلة وبات التدخل عاجلًا”.
واعتبر أن الزيارة الأهم في جولة اللجنة الوزارية تتمثل في “واشنطن”، خاصة أن الولايات المتحدة لها دور في إبطال جهود إصدار قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، كما دعمت إسرائيل على المستوى السياسي والعسكري، وبالتالي نعوّل على أن توفق في مساعيها لإقناع الولايات المتحدة بأن ما يحدث “جرائم حرب” وضد الإنسانية وينسف ما تنادي به من مبادئ حقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن نجاح عمل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية سيتوقف على مدى إقناع المسؤولين الأميركيين بقبول وقف إطلاق النار، والضغط على إسرائيل للتوقف عن هذه الحرب، متابعًا: “حال إقناع واشنطن بأولويات وقف الحرب ستصبح رحلة هذه اللجنة إيجابية للغاية وحققت المهمة الصعبة”.
مهمة صعبة
ومن بيروت، وصف أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية، خالد العزي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، عمل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بـ”المهمة الصعبة”.
وقال العزي إن “هذا التحرك يهدف للتواصل مع عدد أكبر من فاعلي القرار الدولي والمؤثرين في الحركة الدبلوماسية العالمية للضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب، ومنع مزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع”.
وأضاف: “بالطبع هذه خطوة أولى ومهمة في مسار الألف ميل لأن المسألة صعبة للغاية وليست بالسهولة، ويتطلب الأمر هذه الجولة في عواصم العالم، مستندًا إلى موقف تبلور في القمة العربية الإسلامية الذي يقضي بالتدخل لإيقاف الحرب ودعم الفلسطينيين على كافة المسارات”.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن بكين رغم توافقها مع الدول العربية والإسلامية في توجههم نحو وقف إطلاق النار، إلا أنها غير متوافقة مع الولايات المتحدة بشأن موضوعات الشرق الأوسط، ودائمًا ما تتهمها واشنطن بتبني “سردية حماس”، وبالتالي من المهم التنسيق معها في هذا التحرك المشترك، وربما يكون ذلك من أجل تسهيل تشكيل جبهة سياسية في المحافل الدولية والرأي العام الدولي من أجل الضغط على إسرائيل والدول الداعمة لها لوقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات، بما يفتح المجال للتشاور وتبادل الأسرى.