ويقول بشير، أحد الكوادر الطبية في منظمة أطباء بلا حدود، : “تركوا كل شيء خلفهم، دون مسار واضح للبقاء، وسط تجاهل عالمي كبير لمعاناتهم”.
وأضاف بشير أنه ما زال يعاني من فقدان أحد أقاربه، وهو مدني اختُطف من منزله على يد أحد أطراف الصراع قبل أكثر من 10 أشهر. “لا توجد لدينا أي معلومات عنه، ولا نعرف إن كان لا يزال حيًا أو سيُطلق سراحه يومًا ما”، يعبر الطبيب بحسرة.
انهيار النظام الصحي
- Advertisement -
في ظل نزوح الملايين، يواجه الفارون تحديات جديدة مثل الفيضانات وتفشي الأمراض، فيما يعاني النظام الصحي في السودان من انهيار كامل. “معظم المستشفيات دُمّرت، والمرافق الطبية التي لا تزال تعمل أصبحت معزولة تفتقر للأدوية، والكوادر الطبية، والموارد. هذا الحرمان المتعمد هو تكتيك قاسٍ من تكتيكات الحرب”، بحسب بشير.
ورغم كل هذه المعاناة، يرى بشير بصيص أمل في الجهود التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني. “نحن – الأطباء، والممرضون، واللوجستيون – نفعل كل ما في وسعنا لدعم المحتاجين. كل فعل مهما كان صغيرًا له أهميته وكل جهد يحمل في طياته قيمة كبيرة”.
بشير أشار إلى تجربته الأخيرة في مدينة تويك في جنوب السودان، حيث عمل كمرجع طبي لمشروع أطباء بلا حدود في مستشفى مقاطعة ماين أبون.
وأوضح أن المنطقة كانت تعاني بالفعل من احتياجات إنسانية هائلة قبل الأزمة الأخيرة، بعد نزوح آلاف المواطنين من جنوب السودان عام 2022 بسبب العنف الطائفي في أجوك. “النظام الصحي هنا مثقل بانتشار الملاريا، والتهاب الكبد الوبائي، وسوء التغذية”.
- Advertisement -
صرخة من أجل السودان
وأوضح بشير أن عمله في جنوب السودان فتح له نافذة على الأبعاد الأخرى لأزمة السودان، مما جعله شاهداً على الأوضاع المأساوية التي يواجهها النازحون السودانيون.
“ما يدهشني أكثر هو مدى تجاهل العالم لهذه الأزمة، إذ لا تكاد توجد معرفة كافية عن معاناة النازحين السودانيين في دول مثل جنوب السودان وتشاد، رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة لهؤلاء الأسر”.
- Advertisement -
دعوة لعدم تجاهل السودان
في ختام حديثه، أطلق بشير نداءً عاجلاً للعالم بعدم إغفال الأزمة السودانية. “نعيش في زمن الأزمات المتزايدة – سواء كانت من صنع الإنسان أو طبيعية. إن الخسائر الناجمة عن حروب اليوم مأساوية إلى حد يصعب فهمه. وفي خضم كل هذا، أناشد العالم: لا تسمحوا للسودان بأن يفلت من انتباهكم”.
واختتم بشير حديثه متسائلاً: “أحيانًا يبدو وكأن أحدًا لا يهتم، وكأن صناع القرار قد تجاهلوا السودان عمدًا لصالح أزمات أخرى. إلى متى يمكننا أن نتحمل هذا التقاعس؟”.