ويرى مراقبون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” أن توسيع العمليات الإسرائيلية إلى جنوب قطاع غزة ستكون له تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي، خاصة أن السكان لن يكون لديهم مكان للنزوح سوى مغادرة غزة عبر معبر رفح، الأمر الذي يثير حفيظة مصر والدول العربية التي ترفض تهجير السكان إلى سيناء.
والخميس أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن سياسة التهجير القسري التي تتبعها إسرائيل “تعد جريمة حرب في حد ذاتها”، و”نحن لدينا إرادة قوية وأكيدة لرفض أي شكل من أشكال التهجير للفلسطينيين”.
وأكد أن “ما يرتكب من أفعال في غزة يخالف القانون الدولي الإنساني، والسلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية أكدوا على ضرورة وجود آليات للتحقيق من تلك المخالفات، كما أن السلطة الفلسطينية دعت المحكمة الجنائية الدولية لذلك”.
- Advertisement -
هدف استراتيجي لإسرائيل
يرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع أن توسيع العملية البرية الإسرائيلية لتشمل جنوب القطاع “هدف خططت له إسرائيل منذ بداية العدوان على قطاع غزة”.
ويقول مطاوع في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل “تستهدف الجنوب والوسط لاستكمال عملياتها ضد حماس، ومن المتوقع أن تستهدف إسرائيل خانيونس في الجنوب، لأنها أعرض منطقة بقطاع غزة (بعرض نحو 12 كيلومترا)، والجزء الشرقي منه كثافة السكان فيه غير عالية، لذلك تخطط إسرائيل لفصل خانيونس عن رفح والوسطى، من أجل الضغط على السكان النازحين من الشمال للجنوب وسكان الجنوب أيضا”.
والقصف على الجنوب حتى الآن انتقائي، إذ تستهدف إسرائيل أبنية محددة وليس حزاما ناريا كما حدث في الشمال، بعد الضغوط الكبيرة التي تواجهها من جانب المجتمع الدولي والولايات المتحدة.
ما التداعيات الإقليمية؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي السعودي سعد عبد الله الحامد، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- Advertisement -
- إسرائيل منذ بداية العدوان على قطاع غزة قالت إنها تضع هدفا رئيسيا هو القضاء على حركة حماس، وفي سبيل ذلك قطعت المياه والكهرباء والغاز على كافة المرافق داخل القطاع.
- لكن ما حدث هو استهداف مستمر للمدنيين وقتل آلاف الأطفال والنساء والمرضى، ومؤخرا وسعت عملياتها لاقتحام المستشفيات بدعوى وجود ممرات لحركة حماس أو مخازن للأسلحة دون تحقيق أي أهداف حتى اللحظة، فيما تبدو إسرائيل مشتتة للغاية ولا تملك خطة للتحرك داخل غزة.
- كذلك تستخدم إسرائيل الذريعة ذاتها، لتهجير سكان القطاع بزعم القدرة على الوصول لعناصر حماس، واليوم تتحدث عن تهجير من جنوب القطاع الأمر الذي قد يثير قلاقل دولية ويدفع قوى إقليمية للصراع مع إسرائيل بشكل مباشر.
- ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة إبادة جماعية وتهجير قسري لسكان القطاع، من شأنه تعزيز حالة الاستقطاب الإقليمي، لأن هذا المخطط مرفوض بشكل قاطع من جانب مصر والأردن وكافة الدول العربية.
- تروج إسرائيل لعملية التهجير القسري، سواء لمصر أو الأردن أو أوروبا وأميركا، في ضوء رفض دولي قاطع لهذا الطرح، مما قد ينتج عنه صدام إقليمي وعزلة لإسرائيل.
- توسيع العملية البرية سيؤدي إلى مزيد من القتل والضحايا من الأبرياء، كما سيدفع بتوترات إقليمية ودولية واسعة.
- مطلوب اليوم ضغط دولي قوي على إسرائيل للتوقف عن ممارسات قتل وتهجير الفلسطينيين، والالتزام بالمواثيق الدولية الخاصة بحل الدولتين.
توتر إقليمي
ويقول أستاذ العلوم السياسية المصري حسن سلامة، إن إسرائيل تمارس أقصى أشكال الضغط على الفلسطينيين للنزوح خارج قطاع غزة بشكل كامل.
وتستهدف إسرائيل البنية التحتية للقطاع والمستشفيات ومراكز الإيواء بهدف الضغط على سكان القطاع للنزوح إلى دول أخرى، وفق المتحدث.
- Advertisement -
ويرى سلامة أن “التحرك الإسرائيلي من شأنه رفع مستوى التوتر الإقليمي”، مشيرا إلى أن الموقف المصري صارم بهذا الصدد، فـ”منذ اليوم الأول للأزمة أعلنت مصر رفضها القاطع لسيناريو التهجير لسيناء، وحشدت القوى الدولية التي أيدت جميعا الرفض المصري”.
ويقول إن بلاده “تعمل منذ اليوم الأول لمساندة القضية الفلسطينية، في ضوء ثوابت تاريخية، وأيضا لحماية أمنها القومي وعدم السماح بتصفية القضية بتهجير سكان غزة خارج القطاع”.
رفض فلسطيني
وفي السياق ذاته، جدد السفير الفلسطيني لدى القاهرة دياب اللوح رفض تهجير سكان غزة إلى سيناء أو أي مكان خارج الحدود الفلسطينية.
وأكد اللوح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع محافظ شمال سيناء، على رفض كل مخططات التهجير وإجبار الفلسطينيين على النزوح لمصر.
وأثنى السفير الفلسطيني على حرص مصر على فتح معبر رفح، ومواصلة تقديم المساعدات إلى قطاع غزة.