وتوالت التصريحات الإيرانية التي تتوعد بالانتقام من إسرائيل ردا على هذه العمليات، بالتزامن مع تهديدات أطلقها المسؤولون عن “الأذرع الإيرانية” في المنطقة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن القادة العسكريين الإيرانيين “يفكرون في هجوم مشترك بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الضربات على أهداف مدنية”.
وأكد المسؤولون الإيرانيون أيضا أن من بين الخيارات التي هي قيد الدراسة، شنّ هجوم منسق من إيران والقوات المتحالفة معها عبر جبهات أخرى بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.
- Advertisement -
وقد يحقق خيار “تنسيق الجبهات” عملية الإرباك لإسرائيل واستنزافها أو تقليل فارق القوة، خاصة وأن الحرب لم تعد إيرانية باعتبار أن الرد لا يقتصر فقط على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ولكنه يشمل أيضا مقتل فؤاد شكر القيادي في حزب الله، وفق تصريحات محللين عسكريين لموقع “سكاي نيوز عربية”.
فاعلية خيار “تنسيق الجبهات” والدور الأميركي
عن فاعلية خيار “تنسيق الجبهات” وتأثيره على إسرائيل، قال الخبير العسكري مالك الكردي لموقع “سكاي نيوز عربية” إن: “خيار تنسيق الجبهات قد يكون أكثر تأثيرا، خاصة في ظل إدراك إيران عجزها عن مواجهة مباشرة مع إسرائيل وإدراك فارق القوة العسكرية الكبير، ولكن طهران من خلال أذرع إيران التي باتت تطوق إسرائيل من جهات عدة، فإنها قادرة على تحقيق إرباك بالنسبة للقوات الإسرائيلية”.
ووفق الكردي فإن هذا التأثير “يأتي في المرحلة التي استُنزفت فيها إسرائيل بعد حرب طويلة بغزة، وأدت الى انقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي والغربي، لذلك فإن فتح جبهات متعددة في وقت واحد سيكون ذو تأثير قوي على إسرائيل، ويتسبب في مزيد من الانقسام، ويحول دون قدرة إسرائيل على توسيع رقعة الاشتباكات أو اللجوء إلى حرب برية واسعة”.
- Advertisement -
وأشار الخبير العسكري إلى أن الحشد الأميركي في المنطقة حاليا يمثّل “رسائل دعم لإسرائيل وتحذيرا من أي تصعيد محتمل يمكن أن تقوم به إيران في المنطقة، وقطع خطوط الإمداد وسلاسل المساندة البشرية لطهران”.
وأضاف: “في حال ارتفعت حدة التصعيد وتجاوزت قواعد الاشتباك فإن التدخل الأميركي المباشر سيكون أمرا محتملا ويمكن أن يتغير معه المزاج العام المتنامي ضد السياسات الإسرائيلية ليتحول إلى مزاج دولي مناصر لها بسبب المواقف السلبية تجاه إيران”.
- Advertisement -
الرد لا يخص إيران وحدها
اعتبر الخبير العسكري ناجي ملاعب في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الرد لم يعد إيرانيا طالما أن الاستهداف الإسرائيلي لم يقتصر إسماعيل هنية في طهران فقط، إنما شمل أيضا قائدا من المؤسسين في “حزب الله” اللبناني، الأمر الذي يعني أن هناك “مرحلة جديدة من العمل العسكري”.
وتوقع ملاعب أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارته للولايات المتحدة والوعود التي حصل عليها بالدعم أن يكون “قد استغل ذلك للتوجيه بتنفيذ عمليتي الاغتيال والإعلان عن مقتل محمد الضيف”.
وتابع موضحا: “نحن أمام وضع لم تعد إيران فقط هي المسؤولة عنه، ومن الممكن أن لا يكون الرد من طهران، على الرغم من أن التصريحات الإيرانية تؤكد أنها ملزمة بذلك، وكون جبهة لبنان هي رأس الحربة في هذا المحور وأخذت على عاتقها إشغال الشمال الإسرائيلي بشكل دائم لدعم غزة، فمن الوارد أن يكون الرد من لبنان بمساندة من العراق واليمن إما بشكل متزامن أو مترادف”.
وأوضح ملاعب أن “سياسة الصبر الاستراتيجي التي تتبعها طهران تقصد بها إرباك الخصم أو العدو وشد أعصابه وإبقائه على استعداد دائم كنوع من الحرب النفسية حتى لا يعرف بأي لحظة سيكون الرد”.
ورجّح ملاعب أن يكون الرد الإيراني في حال وقوعه من خلال لبنان، مضيفا أن الاحتمال الثاني يتمثل في “رد إيراني سريع بالمسيرات أو الصواريخ طويلة المدى، وهو أمر سيربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وسيوصل رسالة مفادها أننا قادرون على الوصول لإسرائيل”.
وفيما يتعلق باحتمال الرد عبر الجبهة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع باقي الجبهات المساندة لحزب الله، قال ملاعب إنه سيكون “أقسى وكذلك الأمر بالنسبة للرد الإسرائيلي”.
وبدوره بيّن الخبير العسكري يوسف الجدم، قال في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل التي “اخترقت كل سقوف التحدي تدرك بلا شك قدرات أعدائها وردودهم المحتملة، وكذلك قدراتها الذاتية، وتلك الخاصة بحلفائها، واستعدادهم للمشاركة بالدفاع عنها”.
وعن طبيعة الرد الإيراني المتوقع، يرى الجدم أنه “من المرجح أن ترد إيران وحلفاءها مجتمعين تجنبا لصورة الهزيمة أمام مؤيديهم”، مضيفا أنه في المقابل “يسعى نتنياهو ومن يساعده في إدارة الشؤون الحربية وقراراته أن تكون المعركة الحالية الجارية منذ السابع من أكتوبر معركة فاصلة في تاريخ صراع إسرائيل مع أعدائها مهما طالت وتعددت مراحلها”.