وقال المسعف العسكري الإسرائيلي يوفال غرين، إن أمرا تلقاه بإحراق أحد المنازل جعله يقرر إنهاء خدمته الاحتياطية.
وأمضى غرين 50 يوما في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة في وقت سابق من هذا العام مع وحدة المظليين، حيث كان ينام في منزل يضاء بالبطاريات وسط الأنقاض والدمار.
وحسب شهادته، كان غرين قد بدأ يشك في الغرض من وجود الوحدة هناك عندما سمع عن رفض إسرائيل مطالب حماس بإنهاء الحرب وتحرير الرهائن.
- Advertisement -
وغرين واحد من 3 جنود احتياط إسرائيليين قالوا لصحيفة “أوبزرفر” البريطانية، إنهم لن يعودوا إذا تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية في غزة.
دوامة العنف
وكان الثلاثة قد أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، وعادوا إليه بعد هجمات السابع من أكتوبر.
لكن السلوك الذي يقول غرين إنه شهده من جنود إسرائيليين آخرين، لم يؤد إلا إلى تأجيج الشكوك التي كانت تراوده، حيث “أصابه اليأس” مما سماه “دوامة العنف” في غزة.
وقال: “رأيت الجنود يرسمون على جدران المنازل أو يسرقون طوال الوقت. كانوا يدخلون المنازل لأسباب عسكرية بحثا عن أسلحة، لكن كان الأمر أكثر متعة لهم عندما كانوا يبحثون عن الهدايا التذكارية، فقد كانوا مولعين بالقلادات التي تحمل كتابات عربية وكانوا يجمعونها”.
- Advertisement -
وأضاف: “في وقت مبكر من هذا العام، تلقينا أمرا بإحراق أحد المنازل، وعندما أثرت الأمر مع قائد الفرقة لم تكن الإجابات التي أعطاني إياها جيدة بما فيه الكفاية، فقلت إذا كنا نفعل كل هذا بلا سبب فلن أشارك، وغادرت في اليوم التالي”.
وقال اثنان من جنود الاحتياط إنهما قد يعودا إلى الخدمة، إذا تحول تبادل الهجمات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني إلى حرب شاملة.
- Advertisement -
ويستشهد الثلاثة بدوافع مختلفة لقرارهم بعدم الخدمة في غزة مرة أخرى، بدءا من الطريقة التي يدير بها الجيش الإسرائيلي الحرب إلى إحجام الحكومة عن الموافقة على صفقة الرهائن.
لا مبرر
وقال تال فاردي الذي درب مشغلي الدبابات الاحتياطية في شمال إسرائيل: “أي شخص عاقل يستطيع أن يرى أن الوجود العسكري لا يساعد في إعادة الرهائن، لذا إذا لم نعد الرهائن فإن كل ما نفعله يتسبب في المزيد من الموت على جانبنا أو الجانب الفلسطيني. لا أستطيع تبرير هذه العملية العسكرية بعد الآن. أنا غير راغب في أن أكون جزءا من جيش يقوم بهذا”.
كما قال الجندي الاحتياطي مايكل عوفر زيف متذكرا حادثة إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على 3 رهائن في ديسمبر الماضي وقتلهم عن طريق الخطأ، إن الحادث أثار في نفسه شعورا قويا بأنه بمجرد أن ينتهي من خدمته العسكرية على حدود غزة فلن يعود للخدمة مجددا.
وعاد زيف إلى الجيش الإسرائيلي بعد أيام من هجمات أكتوبر للعمل كضابط عمليات، مما تطلب منه قضاء ساعات في التحديق في شاشات تعرض بثا مباشرا لطائرات إسرائيلية من دون طيار.
وقال: “فجأة، سيارة كنت تتبعها لمدة ساعة تختفي في سحابة من الدخان (بعد تعرضها للقصف). يبدو الأمر غير واقعي. كان البعض سعداء برؤية هذا لأنه يعني تدمير غزة”.
وتذكر زيف بكاءه في الحمام بعد أن فقدت وحدته أثر طفل فلسطيني مصاب عند نقطة تفتيش، وقال إن “مثل هذه الأشياء جعلته يشكك في دوره في الحرب والغرض من القتال”.
وقال إن قرار غزو رفح بدلا من إبرام صفقة الرهائن “أكد له أنه لن يعود إلى الجيش”، وأضاف أنه عندما طُلب منه مؤخرا العودة، أخبر قائده أنه لا يستطيع فعل ذلك.