يختلف إدمان التسوق عن التسوق الاعتيادي في أنه يصبح حاجة نفسية ملحة تتداخل مع جوانب الحياة المختلفة وتؤثر سلباً على العلاقات الشخصية والوضع المالي.
- إدمان التسوق، الذي يشار إليه غالباً باسم اضطراب الشراء القهري (CBD)، تم وصفه لأول مرة من قبل الطبيب النفسي الألماني إميل كريبيلين منذ قرن تقريباً.
- أطلق على هذا الاضطراب اسم “oniomania” من الكلمة اليونانية onios، التي تعني “للبيع”، وmania، التي تعني “الجنون”.
- لا تصنف منظمة الصحة العالمية إدمان التسوق على أنه مرض عقلي، على عكس المقامرة وإدمان ألعاب الفيديو وهوس السرقة، لكن علماء النفس أخذوا في الاعتبار هذا الأمر، بحسب تقرير لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وبحسب ورقة بحثية نُشرت في عام 2021 في مجلة الإدمان السلوكي، تشمل الأعراض المحتملة لاضطراب التسوق القهري ما يلي:
- Advertisement -
- الانشغال بالتسوق (رغبة لا تقاوم في شراء منتج ما).
- انخفاض السيطرة على سلوكيات الشراء.
- شراء المنتجات ولكن عدم استخدامها للأغراض المخصصة لها.
- استخدام التسوق لتنظيم المزاج.
- العواقب السلبية بعد ذلك مثل الشعور بالذنب والعار والديون ومشاكل العلاقات.
- المزاج السلبي والأعراض المعرفية في حالة محاولة التوقف.
ووفق تقرير الشبكة البريطانية، فقد كتب دونالد دبليو بلاك، وهو طبيب نفسي أميركي بارز، على نطاق واسع حول هذا الموضوع. ويقول: “يبلغ معدل انتشار هذا الاضطراب مدى الحياة 5.8 بالمئة بين عامة السكان في الولايات المتحدة”.
ترشيد الإنفاق
من جانبه، يقول مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية، بلال شعيب، إن تنمية الإيرادات وترشيد الإنفاق من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد، والتي يتعين معها اتباع استراتيجيات خاصة من أجل توزيع الدخل على مصارف محددة ذات أولوية على حساب الرفاهيات خاصة في ظل الأزمات، لتوجيه الإنفاق وفقاً للاحتياجات الضرورية، مشدداً على أهمية أن يكون الفرد على درجة وعي كبيرة بالثقافة المالية وتجنب الشراء أو الإنفاق المفرط.
ويشير لدى حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى ضرورة تقسيم الدخل إلى ثلاثة أقسام (الإنفاق والادخار والاستثمار)؛ حتى لا يتعرض الفرد إلى ضائقة مالية قد تؤدي به في نهاية الأمر إلى السقوط في بئر من الديون، بما في ذلك الحصول على قروض بفوائد مرتفعة.
- Advertisement -
وتتجاوز العواقب الوخيمة لإنفاق المال بشكل مفرط التأثيرات المالية المباشرة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تراكم الديون بشكل كبير وزيادة الضغط المالي على الفرد والأسرة.
الشخص المدمن على التسوق قد يجد نفسه مضطراً للاقتراض أو استخدام بطاقات الائتمان بشكل غير مدروس، مما يؤدي إلى تراكم الفوائد والرسوم المالية العالية، وقد يصل الأمر إلى الإفلاس الشخصي.
علاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب إدمان التسوق في فقدان الثقة بالنفس والشعور بالذنب والخجل، مما يزيد من تفاقم الحالة النفسية للفرد ويؤدي إلى دائرة مفرغة من الإنفاق القهري والهروب من المشاعر السلبية.
- Advertisement -
ويوضح شعيب أن:
- ثمة قنوات مختلفة للادخار، لا سيما عبر الأدوات التي يتيحها الجهاز المصرفي في كل بلد، سواء بفتح حسابات أو شهادات ادخار أو ودائع وغير ذلك من الأوعية الادخارية.
- كذلك هنالك مجموعة من القنوات الاستثمارية متفاوتة العائد والمخاطر.. بما في ذلك إنشاء مشاريع خاصة؛ للحصول على أموال إضافية، خاصة أن قيمة الأموال ربما تقل مع مرور الوقت.
ويشدد على أهمية انتقاء الآلية المناسبة للاستثمار، وفقاً لدخل الفرد وأهدافه من ذلك الاستثمار.
يضمن ذلك التقسيم تجنب الإنفاق الزائد أو الإنفاق غير المنضبط للمال، وهي الآفة التي يعاني منها الكثيرون في مختلف المجتمعات، في ظل تصاعد الاتجاهات الاستهلاكية.
إدمان التسوق
ويقول موقع The Priory الإلكتروني: “إذا كنت مدمناً على إنفاق المال، وتجد أن ذلك يؤثر على أموالك وعلاقاتك وصحتك ونوعية حياتك، فإن هذا لا يقل خطورة عن أي إدمان آخر.”
كما تقول مؤسسة آبي كير إن العلامات التي قد تظهر أن لديك إدمان التسوق تشمل التوفيق بين بطاقات الائتمان المتعددة، وإخفاء الإنفاق الباهظ عن عائلتك، واكتناز الأشياء التي لا تستخدمها، والغضب من أي شخص يحاول أن يعيق إنفاقك.
حتى أن المؤسسة تتحدث عن أنواع مختلفة من مدمني التسوق، مثل:
- الباحثون عن الصفقات: هؤلاء الأشخاص لديهم عادة التسوق حيث يبحثون بنشاط عن العناصر المعروضة للبيع. عندما يكتشفون سلعاً بأقل من قيمتها المتصورة، فإنهم يشترونها. وهذا السلوك يجعلهم يشعرون وكأنهم يربحون ويخفف من إدمان التسوق.
- هواة الجمع: يستلزم إدمان التسوق هذا البحث عن إصدارات مختلفة من عنصر معين. إن الرغبة في جمع أو إكمال مجموعة من العناصر المتشابهة هي التي تدفع هذا الإدمان.
- التباهي: السلوك القهري مدفوع بالرغبة في شراء سلع ذات قيمة عالية. في بعض الحالات، ترتبط قيمة الفرد الذاتية أو احترامه لذاته بإجراء مثل هذه المشتريات.
- صائدو الجوائز: إدمان التسوق هو شراء العناصر النادرة والمكلفة. يبحث الفرد عمدا عن أغلى العناصر أو أندرها ويكتسب الرضا عند شرائها.
المشروعات الصغيرة
وإلى ذلك، يقول مدير مركز العاصمة للدراسات، خالد الشافعي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن:
- الكثيرون يوجهون أموالهم لـ “الاستهلاك” بشكل أكبر من توظيفه في القنوات الإنتاجية والاستثمارية.
- ينفق الكثيرون أموالهم على شراء أدوات ومنتجات أو خدمات لا يحتاجونها، وهذا يؤثر بالسلب على وضعهم المالي بعد ذلك.
- في المنطقة العربية بشكل خاص، ثمة كثير من المواطنين لديهم “شراهة” في الاستهلاك، بدعمٍ من عديد من العوامل المختلفة (..).
ويشير إلى أن الكثير من القرى في البلدان العربية كانت تنتج ما تأكله وتصدر للعواصم ما يحتاجه من غذاء، ولكن ما يحدث الآن هو الإقبال على الشراء والاستهلاك أكثر من الإنتاج.
ويشدّد مدير مركز العاصمة للدراسات على ضرورة أن يستخدم الفرد أمواله بشكل أكثر وعياً وانضباطاً، وأن يتجه نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ لإحياء مثل هذه المشروعات حتى تحقق للدول العربية نقلة حضارية من خلال دعمها بهذه المشروعات.
من شأن التركيز على توظيف واستثمار الأموال في مشاريع خاصة أو في أوعية ادخارية واستثمارية أن يحد من الإنفاق الزائد.