وبحسب تقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز”، فإنه “في ظاهر الأمر، سيكون هذا بمثابة دفعة هائلة لبورصة لندن، خاصة في ظل مساعي استعادة جاذبيتها؛ بعد أن قامت مجموعة من الشركات البريطانية والأيرلندية الكبرى بنقل إدراجها الرئيسي في سوق الأوراق المالية إلى نيويورك”.
لكن التقرير ألمح في الوقت نفسه إلى أنه ستكون هناك بلا شك درجة من السخرية أو الانتقاد بشأن قرار “شي إن” بالإدراج في لندن، بدلاً من نيويورك، لجهة الإشارة إلى أن الهيئات التنظيمية البريطانية والساسة “أقل تشدداً في التعامل مع الصين من نظرائهم في الولايات المتحدة”، وأقل احتمالاً لطرح أسئلة صعبة حول سلسلة التوريد الخاصة بالشركة.
- Advertisement -
وأفاد التقرير بأن:
- أنشطة “شي إن” ستخضع -بما في ذلك سلسلة التوريد الخاصة بها- لتدقيق شديد إذا تم إدراجها في المملكة المتحدة.
- مجموعة من كبار مديري الصناديق قد ترددت بشأن دعم العملية، في حين قالت جمعية الاستثمار والتمويل المستدام في المملكة المتحدة (UKSIF)، لصحيفة Mail on Sunday الشهر الماضي إنها لا تريد ذلك (أن تصبح لندن الملاذ الأخير للشركات ذات السجلات السيئة في مجال حقوق الإنسان).
- من جانبها، تأخذ “شي إن” على محمل الجد مخاوف السياسيين والمنظمين في المملكة المتحدة.
وفي هذا السياق، استدل التقرير بالضغوطات التي واجهتها “هواوي” في السوق الصينية، للإشارة إلى أن لندن لن تكون متساهلة للدرجة التي يتصورها البعض. وأضاف: “أي شخص يعتقد بأن المملكة المتحدة تمثل لمسة ناعمة للشركات الصينية، يجب عليه أن يسأل شركة هواوي، صانعة معدات الاتصالات المحظورة من طرح شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة ، عن رأيها في ذلك.. ومع ذلك، ليس هناك شك في أن لندن ستكون بيئة إدراج أكثر ملاءمة لشي إن من نيويورك”.
ويعكس هذا إلى حد كبير حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة أصبحت الآن بيئة معادية بشكل إيجابي للشركات الصينية.
مكاسب بورصة لندن
في هذا السياق، أوضح رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”،أن شركة “شي إن” كانت لها محاولات بأن يتم إدراجها في بورصة نيويورك، ومنعها عن ذلك الحرب الاقتصادية الدائرة بين أميركا والصين، إضافة إلى الرقابة الصارمة من قبل السلطات بأميركا على الشركات الصينية.
- Advertisement -
وكانت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، قد كشفت في شهر نوفمبر من العام الماضي، عن أن شركة التجزئة الصينية للأزياء قد تقدمت بطلب سري للاكتتاب في بورصة نيويورك.
وأضاف أنه بعد أن اتجهت الشركة صوب الاكتتاب وطرح أسهمها في بورصة لندن، فمن المتوقع أن يكون الاكتتاب الأولي لها في نهاية الصيف وبداية الخريف، وذلك لن يحدث إلا بموافقة هيئة الإدارة المالية البريطانية FCA بلندن، وتقدر قيمة الطرح بحوالي 50 مليار جنيه إسترليني أي ما يوازي 66 مليار دولار أميركي تقريباً.
وعدد رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، خلال حديثه مع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” بعض المكاسب التي من الممكن أن تجنيها بورصة لندن حال إدراج شركة “شي إن” فيها، على النحو التالي:
- Advertisement -
- الاكتتاب يمنح البورصة دفعة قوية، خاصة بعد أن تراجعت حصتها في سوق الاكتتابات في العام 2023، وهو ما عكس صورة سلبية بأنها لم تعد جاذبة للطروحات.
- إذا تم إدراج الشركة في المملكة المتحدة بقيمة 50 مليار جنيه إسترليني سيكون هذا أكبر إصدار بتاريخ بورصة لندن (بما يعيد إليها جزءًا كبيراً من القيمة السوقية التي فقدتها).
- الإدراج يعطي دعم لبورصة لندن التي تأثرت بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وعودة شركات كبرى خرجت من بورصتها بعد استعادة الثقة فيها، لتكون هناك اكتتابات كبرى تالية.
- الإدراج من شأنه أن يدعم استقطاب إصدارات واكتتابات إضافية في المستقبل.
مزيد من الشفافية
- كان الإدراج في بورصة نيويورك قد يجبر شركة “شي إن” على تقديم تفاصيل حول سلسلة التوريد الخاصة بها، وعلى وجه الخصوص، تقديم دليل على أنها لا تستخدم القطن من شينجيانغ – وهو الأمر الذي، إذا تم الكشف عنه علنًا، لن يجد استحسانًا لدى بكين.
- فيما لا يعني ذلك أن لندن ستكون بالضرورة أقل تطلباً فيما يتعلق بالإفصاحات المطلوبة من شي إن، بحسب تقرير شبكة “سكاي نيوز”.
- تنشر الشركة بالفعل، وفقاً لقانون العبودية الحديثة في المملكة المتحدة، بيانًا عن العبودية الحديثة على موقعها الإلكتروني في المملكة المتحدة يوضح توقعاتها بشأن ممارسات العمل بين مورديها ومصنعيها.. لكن الساسة في المملكة المتحدة يريدون أكثر من ذلك.
وقال ثلاثة من رؤساء اللجان المختارين – ليام بيرن من لجنة الأعمال، وأليسيا كيرنز من لجنة الشؤون الخارجية، وسارة تشامبيون من لجنة التنمية الدولية – إن الاكتتاب العام لا ينبغي المضي قدمًا أثناء حل البرلمان.
تأثير طفيف
على الجانب الآخر، أفاد المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، بأن بورصة لندن تواجه صعوبات كبيرة، ومن الصعب أن تستعيد سمعتها من جديد كوجهة للإدراج من قبل الشركات الكبرى.
وأضاف أن وول ستريت تشهد مؤشراتها ارتفاعات متتالية قياسية وتاريخية، إضافة إلى اكتتابات مهمة، على الرغم من تشديد السياسة النقدية، وهو ما يجعلها أهم وجهة للمستثمرين في العالم.
وذكر معطي أن توجه شركة “شي إن” الصينية إلى بورصة لندن لن يعني أنها استعادت سمعتها وثقة المستثمرين، لكن تلك الخطوة جاءت بعد أن تعثرت الشركة في أميركا واتجهت إلى البديل في بورصة لندن كونها بورصة مهمة، لكنها ليست بنفس قوة بورصة نيويورك.
وبشأن تأثير الإدراج المنتظر لشركة “شي إن” على بورصة لندن، رأى المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أن التأثير سيكون طفيفاً؛ خاصة وأن الشركة وإن كانت تتمتع بشهرة كبيرة لكنها غير مؤثرة أي ليست في قائمة أفضل الشركات من ناحية القيمة السوقية على مستوى العالم.
لماذا لندن أكثر جاذبية؟
وبالعودة لتقرير “سكاي نيوز” فإنه ي العالم نيوزبعض الأسباب الإيجابية للغاية التي تجعل الإدراج في لندن أكثر جاذبية لشركة “شي إن” من نيويورك.
- تعد أوروبا بالفعل موطناً لأكبر شركتين مدرجتين في مجال بيع الأزياء بالتجزئة في العالم – إنديتكس، الشركة الأم لعلامة زارا المدرجة في مدريد، والتي تبلغ قيمتها 135 مليار يورو (115 مليار جنيه إسترليني)، وشركة إتش آند إم، المدرجة في ستوكهولم، والتي تبلغ قيمتها السوقية 263 مليار كرونة سويدية (20 مليار جنيه إسترليني)، وكلاهما من أنواع الشركات التي تعتبرها Shein نظيرًا لها.
- باعتبارها أكبر سوق للأوراق المالية في أوروبا، ستكون المملكة المتحدة في ظل هذه الظروف وجهة واضحة للإدراج لشركة “شي إن”.
- تعد لندن أيضاً موطناً لاثنين من متاجر بيع الأزياء بالتجزئة عبر الإنترنت Asosبقيمة 445 مليون جنيه إسترليني وBoohoo، بقيمة 444 مليون جنيه إسترليني، والتي تشبه نماذج أعمالهما نماذج أعمال “شي إن”، وبالتالي يمكن للشركة الصينية أن تدرج في لندن مع العلم أن مجتمع المحللين لديه فهم معقول للشركات مثل شركتها.