و”التكية” التي كانت رمزا من الرموز التي حافظ الفلسطينيون عليها في توفير الطعام لأعداد قليلة من الفقراء الذين لا يجدونه، باتت مع استمرار الحرب في قطاع غزة مصدرا أساسيا لحصول عشرات الآلاف على الطعام.
ويعاني الغزيون، الذين تكدس مئات الآلاف منهم في مدينة رفح بعد نزوح أكثرهم من مدن أخرى نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي، من شح المواد الغذائية والتموينية، فضلا عن ارتفاع أسعار المتوفر منها بشكل كبير.
الملاذ الأخير
- Advertisement -
الخمسينية فاطمة العمصي، وهي أم لستة أطفال تقول إنها تضطر للوقوف لأكثر من ساعتين من أجل الظفر بما يكفي أطفالها بالحد الأدنى من الطعام الذي يتم طبخه في التكية القريبة من خيمة نزوحها.
وتضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “دخل زوجها توقف تماماً منذ بداية الحرب وأصبح غير قادر على توفير أية متطلبات للأسرة.. وبعد أن كنا نعد سفرة متعددة أصناف الطعام خلال شهر رمضان المبارك، أصبحنا نقف في طوابير التكيات لكي نوفر الطعام”.
وتتابع حديثها بحسرة: “بعد أن نصوم لساعات طويلة لا نملك إلا هذه الطريقة لكي نحصل على طعام لنفطر به”.
خيار اضطراراي
بدوره يقول الشاب الثلاثيني محمد، إنه لم يكن يتخيل يوما في حياته أن يقف يوميا أمام التكية من أجل أن يحصل على طعام له ولأسرته، بعد أن اضطر للإقامة في مدرسة إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
- Advertisement -
ويشير لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن عائلته تحاول التأقلم مع هذا الواقع المزري الذي تعيشه، مضيفا: “نفدت غالبية أموالنا خلال فترة الحرب التي دخلت الشهر السادس”.
ويقول الشاب الغزي إن “أسعار الخضراوات في السوق مرتفعة جداً وبشكل مبالغ فيه، كما أن أسرته لم تستطيع إلا تعبئة أنبوبة غاز صغيرة بالكاد تكفي العائلة لبضعة أيام”، واصفا التكية بأنها أصبحت خيارا اضطراريا.
- Advertisement -
دعم إغاثي
بلال الزاملي، وهو أحد القائمين على تنظيم التكية، يقول إنهم يطبخون أكثر من 35 قدرا من الطعام يوميا، لكنها تنفد قبل موعد الإفطار بأكثر من ساعتين في ظل التكدس الشديد من النازحين.
ووفق متابعاته، يوضح الزاملي لـ”سكاي نيوز عربية” أن “التكيات في رفح لا تغطي إلا جزءاً قليلاً جداً من حاجة مئات آلاف السكان والنازحين، وبسبب أزمة غاز الطهي يلجؤون للطهي على الحطب، في نفس الوقت بعض الجهات الإغاثية بدأت توفر لهم جزءاً من المواد التموينية لدعم التكيات حتى تلبي الأعداد الهائلة من المستفيدين”.